-A +A
خالد السليمان
أصدرت المحكمة الجزائية حكما بسجن مغرد اتهم مغردا آخر بأنه مبتدع وجاهل بالسجن لمدة أسبوعين مع إغلاق حسابه في تويتر لمدة سنتين، في الحقيقة تحفل ساحات التواصل الاجتماعي بإساءات تتجاوز اتهامات الابتداع والجهل، ولو تشاكى المغردون لربما ساد «تويتر» الصمت المطبق !

قبل أيام كتبت متعجبا من الجرأة على إطلاق إساءات واتهامات تشكك بالذمم وتطعن في الأخلاق بما يعرض أصحابها للإثم عند قاضي السماء وليس وحسب المحاسبة عند قاضي الأرض، وقد تعرضت لموقف قبل أيام من مغرد أساء لي ولوالدي رحمه الله، فأرسلت له مطالبا أن يثبت اتهاماته أمام القضاء أو يقدم اعتذاره، فقدم اعتذارا باهتا أمام متابعيه، بينما قدم اعتذاره الصريح مشفوعا بطلب السماح والعفو في المراسلة الخاصة، فحتى وهو يدرك خطأه انتصر لكبريائه أمام متابعيه بتقديم الاعتذار الباهت في العلن والاعتذار الصريح في الخفاء، وكأنه خصمي أمام الناس وليس خصم نفسه أمام الله !


ولأنني لم يسبق لي أن شكوت أو قاضيت أحدا في حياتي فلم أكد لأفعلها بسبب رعونة رأي، لكنني أردت أن أشعره بأن لحرية الرأي حدودا يجب أن يتذكرها دائما عندما يختلف مع أفكار الآخرين !

ومن يتجول في طرقات «تويتر» و«فيسبوك»، وتقوده قدماه لأزقتها الخلفية يدهش من كمية تجاوزات ومخالفات أنظمة وقوانين النشر، ويشعر بالأسى لتدني لغة الحوار وسوء أخلاقيات الاختلاف عند البعض، ومثل هذه التجاوزات والمخالفات إذا لم تضبطها أخلاق المرء وأدبيات المجتمع فإن القانون وجد لضبطها، والتذكير بأن حرية التعبير لا تعني حرية الشتم والقذف والطعن !

باختصار.. من لم تردعه أخلاقه ويربه أهله، يردعه القانون ويربه القضاء !

K_Alsuliman@

jehat5@yahoo.com