-A +A
أسامة يماني
سبق أن طرحت فكرة أهمية التحالفات الإقليمية والدولية لأنها هي القوة الحقيقية التي تقوم حاجزًا منيعًا ضد أطماع الدول الثلاث التوسعية في المنطقة.

هذه الدول الثلاث هي إسرائيل وإيران وتركيا، التي يجمعها عامل الرغبة في التوسع والتمدد على حساب المكون العربي والشرق أوسطي. وهؤلاء اللاعبون الثلاثة يرغبون في تعظيم نفوذهم بشكل أو بآخر على حساب العرب.


كل من هذه الدول الثلاث لها أجندتها الخاصة، وحلفاؤها ومصالحها المشتركة مع حلفائها أو أصدقائها الدوليين. وهذا الواقع قد لا يظهر لبعض صانعي السياسات في العالم العربي، وكذلك لكثير من مشاهدي المشهد السائد.

ولإظهار أهمية التحالفات نضرب مثلًا في التاريخ الحديث بأمريكا عندما أرادت الاعتداء على العراق، حرصت على إنشاء تحالف إقليمي ودولي بهدف إخلاء العراق من أسلحة الدمار الشامل والقضاء على الديكتاتورية. وهذا العمل الأمريكي يوضح مدى أهمية التحالفات، بالرغم من قوة أمريكا الاقتصادية والحربية والدولية باعتبارها القوة العظمى الأولى في العالم.

وقد حققت المملكة نجاحًا كبيرًا في حشد تحالف دولي وإقليمي في دفاعها ضد عملاء إيران الحوثيين؛ لهذا فالتحالفات ضرورة تؤكدها وقائع وأحداث التاريخ القديم والحديث.

وقد أسعدني أن بعض كتاب السياسة نادى بضرورة قيام تجمع سياسي لمواجهة إيران وتركيا، فالتحالفات ضرورة من الضرورات التي لا يجوز لأي سياسي أن يستبعدها من حساباته.

إن التكامل الاقتصادي والسياسي والإعلامي والصناعي والحربي والاجتماعي والثقافي والإداري يُرسخ ويساعد على تحقيق تحالفات متماسكة تستلزم الدخول في اتفاقيات ملزمة بين أطرافها.

لقد أدركت ووعت أوروبا تلك الحقيقة، فأنشأت الاتحاد الأوروبي. وهو اتحاد متكامل ليس مَرْحَلِيًّا، وإنما بهدف إستراتيجي طويل الأمد، لكي يُحقق غرضه وأهدافه وهما التنمية الدائمة والاستقرار والازدهار والسلم والأمن.

تحقيق تقارب بين الدول الصلبة في المنطقة مثل مصر والإمارات والسعودية، يعتبر مرحلة أولى في طريق توسعة هذا التحالف من الناحية الاقتصادية والثقافية والتعليمية والصناعية والزراعية والعسكرية والطبية، وتشجيع الدول العربية الأخرى للدخول في مثل هذا الحلف، لكي يصبح تحالفًا حقيقيًا متماسكًا يُعيد صياغة الجامعة العربية.

القادة العظماء هم من يصنعون التاريخ ويجعلون المنطقة العربية رقماً صعبًا لا يمكن تجاوزه. وهذا التكامل والتحالف يقدر على تحقيقه المبدعون والقادة التاريخيون الذين يحيطون بالمتغيرات ويفطنون للمؤامرات، ولسعي القوى الطامعة إلى تفتيت الكيانات وشرذمتها، حتى تكون لقمة سائغة للأعداء.

إن التحالف والتكامل الاقتصادي والثقافي والسياسي والعسكري ورفع الوعي الجمعي بأهمية التحالفات هو الطريق للنجاح.

‏yamani.osama@gmail.com