-A +A
خالد السليمان
أصبحت أخبار لقاحات كورونا مثل أخبار صفقات صيف كرة القدم، فلا يمر يوم دون أن تطالعنا وسائل الإعلام بنجاح هنا أو قرب نجاح هناك باختراع اللقاح الذي سيهزم «كوفيد ١٩» !

الكل يبدو متلهفا لوجود لقاح أو علاج يضع حدا لحالة الارتباك التي سادت العالم بسبب جائحة كورونا، وقد ينحسر الوباء ويتجاوز العالم أزمته قبل أن ينجح العلماء حتى في اختراع لقاحه أو دوائه !


في السعودية ظهرت أصوات تنتقد غياب الجامعات السعودية عن سباق اختراع اللقاح أو العلاج، ويغيب عن هؤلاء أن مثل هذه الأبحاث تتطلب وجود مراكز أبحاث بقدرات عالية وموارد هائلة، بل إن بعض من ادعوا تحقيق تقدم على هذا الطريق لم يكتسبوا المصداقية لافتقارهم لمثل هذه المراكز القادرة على تحقيق هذا التقدم، فالمسألة لم تكن أكثر من محاولة استقطاب للأضواء الإعلامية !

شخصيا أؤمن بأن العالم أصبح أكثر فهما لفايروس كوفيد ١٩ وقدرة على التعامل معه، لذلك وجدنا الحياة تستعيد حركتها والاقتصاد يستعيد نشاطه والدول تعيد فتح حدودها وتستقبل سياحها حتى والعدوى تواصل انتشارها، كما أن حالة الهلع تراجعت خاصة مع ثبوت أن غالبية الحالات المصابة تشافت دون أن تظهر عليها الأعراض أو ظهرت بشكل خفيف، فالأعراض الأولية التي كانت في السابق تسبب هلعا للإدارة الصحية تستوجب العزل في المستشفيات أصبحت اليوم لا تستوجب سوى بعض النصائح الهاتفية والعزل المنزلي، بينما انحصر تعامل النظام الصحي مع الأزمة في الحالات التنفسية الصعبة !

لقد أدرك العالم أنه يمكن التعايش مع الوباء مع اتخاذ احتياطات التباعد واتباع احترازات الوقاية، وبرأيي أن المجتمعات اكتسبت خلال الفترة المشددة الماضية وعيا صحيا كبيرا وعادات وقاية حميدة ستسهم في الحد من تأثير الجائحة !

باختصار.. اختار الإنسان أن يواصل مسيرته كما فعل دائما عبر التاريخ !