-A +A
حمود أبو طالب
ما زال موقف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ملتبساً جداً تجاه ممارسات الحوثيين التي تعدت تدمير اليمن إلى تهديد الجوار وأمن المنطقة. نحن الآن إزاء كارثة حقيقية محتملة في أي لحظة بانفجار سفينة تخزين النفط (صافر) الرابضة قبالة ميناء الحديدة اليمني القريب من المياه السعودية، التي تحمل أكثر من مليون برميل من النفط بدأت تتسرب بينما يرفض الحوثيون طلباً أممياً بقيام بعثة متخصصة لإجراء صيانة لها، وكل ما قامت به بعض الدول الكبرى لا يزيد على التحذير من الكارثة، بينما الأمم المتحدة المشرفة على ملف اليمن مستمرة إلى الآن في توسلاتها للحوثيين بمعاينة السفينة، وهم يرفضون.

استمرار التسرب النفطي سيؤدي إلى تدمير البيئة البحرية على نطاق واسع، وهناك أكثر من 115 جزيرة معرضة للتلف، وربما تنتشر بحيرات النفط المتسرب على امتداد البحر الأحمر وباب المندب وبحر العرب، أما إذا انفجرت السفينة فستحدث واحدة من أسوأ الكوارث البيئية، وحسب ما أكدت الخارجية البريطانية في تقرير لها ستكون الكمية المتسربة أربعة أضعاف ما انسكب من الناقلة إكسون فالديز عام 1989.


نحن هنا في المملكة سنكون أكبر المتضررين من هذا التراخي الأممي والدولي بشأن هذه الكارثة المحتملة، وسبق للتحالف توضيح ذلك، كما أن التقارير الإعلامية المتخصصة تؤكد باستمرار ضرورة التدخل السريع لتفادي الأسوأ، لكن الحوثيون ما زالوا يستخدمون هذه الورقة برعونة وتهور في مناوراتهم السياسية، لذلك علينا المبادرة سعودياً ومن خلال التحالف باتخاذ كل الوسائل والإجراءات الممكنة لتحييد هذا الخطر الذي يتزايد كل يوم باستمرار السفينة على هذه الحالة.