-A +A
أسامة يماني
الوزير العثماني خليل باشا حندرلي همس في أذن السلطان الجائر مراد الأول لماذا لا نسرق أطفالهم فأعجب السلطان العثماني بالفكرة وقرر سرقة أبناء الشعوب الأخرى من فلذات أكبادهم ومن أمهاتهم. هكذا كان طبع السلاطين العثمانيين الجائرين القتل والنهب والظلم والاستبداد. فقد اعتاد كل من هؤلاء السلاطين على قتل إخوتهم حتى لو كانوا أطفالاً رضعاً.

الانكشارية تعني الجنود الجدد في اللغة التركية. هذا المفهوم وغيره من مفاهيم إرهابية واستعمارية وسلطوية وتوسعية ونهب وسرقة لأموال الغير مازال يسيطر على فكر ومفهوم العثمنجية الجدد.


ما نشاهده اليوم ما هو إلا صورة مكررة غير مبتدعة ولا جديدة للسياسات والأفكار العثمانية القديمة. فالسياسات الأردوغانية والأطماع الاستعمارية التركية التي حاول أردوغان أن يعيد تصديرها للشعوب العربية من خلال القوى الناعمة. ومن خلال الخونة أو المرتزقة الأفاقين الأخونجية. ليس فيها جديد أو ابتكار. فهذه العقول المتحجرة لا تقدم إلا صور باهتة للقديم بثوب عصري رديء.

تفتق العقل الأردوغانجي الذي يطمح لأعادة أمجاد دولة الطغيان والظلام العثمانية التي بناها النازحون القادمون من وسط آسيا. الذين جاؤوا جائعين خائفين يريدون مأوى لهم. طامعين في خيرات الغير.

وكما شيد العثمانيون القدامى دولتهم على خيرات الشعوب يريد أردوغان أن يعيد الكرة في العراق وسوريا وليبيا وغيرها من بلاد مجاورة. هذه الأطماع المتأصلة في العقلية التركية. تفتقر للحق والمنطق كما تفتقر للإخراج الصحيح وللإبداع و الحداثة والجدة.

الانكشارية الأردوغانية التي أنشأها أردوغان بهدف إحياء سلطنة الظلام والكراهية والظلم. ظهرت بشكلٍ قبيح مرفوض. استخدم فيها الغلابا والمساكين من السوريين المحتاجين للقمة العيش. ولم تشفع صرخات الأمهات من وقف زج أبنائهن في الجحيم. كما استخدم كل المضللين المؤدلجين من العرب ومن غيرهم.

انكشارية أردوغان الداعشية والنصرة. ولدت مشوهة لأنها رسمت على غرار صورة قديمة ظلامية. هكذا هي العقلية التي لا تستطيع أن تعيش الحاضر. وإنما تظن أن بناء قصر رأسياً على غرار القصور العثمانية سيعيد إمبراطورية الشر.

أردوغان سيظل حبيس انكشاريته وأحلام إمبراطوريته الظلامية التي ليس لها مكان في العالم الحديث. سيعيش أوردوغان هزائم أحلامه بكل مرارة. فقد أشربه الرئيس المصري كأس المر والهوان عندما وقف مع إرادة الشعب المصري لإسقاط حكومة الإخوان. وها هو الآن يعيش مرارة الخط الأحمر الذي خطه الرئيس المصري. ونتوق قريباً للمقاطعة العربية الاقتصادية للنظام الهجين اللئيم لسلطنة الظلام الانكشارية.

yamani.osama@gmail.com