-A +A
خالد السليمان
بادرت العديد من دول العالم الإسلامي كإندونيسيا وماليزيا لإعلان تعليق حج مواطنيها هذا العام، بينما عكفت دول أخرى على دراسة اتخاذ مثل هذا القرار منها تركيا بسبب جائحة كوفيد ١٩، لكن القرار السعودي بتعليق الحج من الخارج والاكتفاء بعدد محدد من الحجاج المقيمين من كافة الجنسيات داخل السعودية حسم الأمر في تغليب المصلحة العامة وحفظ الأرواح !

وإعلان السعودية يعني أن شعيرة الحج ستقام هذا العام بشكل محدود وخاضع للسيطرة مما يبدد القلق العالمي من مخاطر تخالط ملايين البشر من مختلف قارات الأرض في بقعة صغيرة كالمشاعر المقدسة، وسبق أن تعطل الحج حوالى ٤٠ مرة في التاريخ الإسلامي، إما بسبب انعدام الأمن كعهد القرامطة أو تفشي أوبئة قاتلة كداء الماشري في مكة عام ٣٥٧هـ !


القرار السعودي كان متوقعا، وجاء منسجما مع الإجراءات العالمية للحد من أسباب تفشي العدوى، ووجد ترحيبا دوليا وتفهما إسلاميا، فالمسلمون اليوم يقطنون جميع دول العالم ويفدون للحج من جميع قاراته، ولن يكون من الحكمة أن يتجمع الملايين في المشاعر المقدسة ليواجهوا خطر تفشي العدوى والعودة بها إلى بلدانهم، ناهيك عن الضرر الذي يلحق بالبقاع المقدسة وأهلها !

وحدهم أصحاب الهوى السياسي من المرتزقة سيعزفون على أوتار تسييس القرار، فيما هم يدركون في قرارة أنفسهم حكمته وصوابه، ويظهرون عكس هذه القناعة لتصويب سهامهم نحو السعودية للتنفيس عن كراهيتهم وتسديد فواتير ارتزاقهم للأنظمة المعادية لها !

باختصار.. سيعود الحجاج من مختلف أنحاء الأرض في المستقبل عند زوال الجائحة، لكن لن يعود أهل الرفث والفسوق والجدال من تجار الدين ومرتزقة الشعارات !

K_Alsuliman@

jehat5@yahoo.com