-A +A
خالد السليمان
أنتجت أزمة كورونا كوفيد ١٩ العديد من تطبيقات الهواتف الذكية لتسهيل تعامل المجتمع مع احتياجاته والحصول على خدمات الدولة، تطبيق «توكلنا» كان إضافة مهمة لخدمة أفراد المجتمع حيث وفر الحلول لكل إشكاليات التنقل وتلبية الاحتياجات بشكل سريع وفاعل، وجعل التطبيق من تفعيل خاصية تتبع الموقع شرطا لاستخدامه، والهدف ربما ليس مراقبة التحركات بقدر ما هو إرسال التنبيهات عند اقتراب زمن تصريح التنقل من نهايته !

مؤخرا أعلن أن تطبيقا باسم «تباعد» سيطلق لينبه المستخدمين عند عدم اتخاذ مسافة التباعد اللازمة مع الآخرين، كما أنه ينبه لحالات المصابين بالعدوى القريبة من الشخص، وهذا أمر جيد لولا أنه يلزم المستخدمين باستخدام تقنية البلوتوث طوال الوقت، ناهيك عن الحاجة لاستخدام جميع المتواجدين في المكان للتطبيق ووضعه في حالة استخدام فاعل !


ولأن تشغيل البلوتوث يستهلك طاقة الأجهزة فإن الغالبية لا يستخدمونه إلا عند الحاجة، وبالتالي فإن افتراض التزام كل من يتواجد في الأماكن العامة بتشغيله هو محل شك، فمن لا يمتلك الوعي لاتخاذ مسافات التباعد والالتزام بالبقاء في مكان معزول عند إصابته بالعدوى لا ننتظر منه أن يمتلك الوعي لمشاركة الآخرين استخدام تطبيق يستنزف طاقة بطارية جهازه !

وبالتالي فإن إصدار قانون يلزم باستخدام التطبيق بالشكل الذي يجعله بكامل فاعليته أمر ضروري، حتى يدرك المستخدم المقصر أن هذا الاستخدام الفاعل ليس خيارا بل إلزام يعرض الإخلال به للعقوبة وفق القانون !

ولأن المسألة تتعلق بالصحة العامة والصالح العام وحماية المجتمع في ظل أزمة استثنائية يعتمد النجاح في التصدي لها على مشاركة المجتمع والتزام جميع أفراده فإن تقنين الاستخدام يعد أساسيا، فمن لا يسهم وعيه في حماية مجتمعه، يجب أن يحمي القانون المجتمع من عدم وعيه !

K_Alsuliman@

jehat5@yahoo.com