-A +A
منى المالكي
عاشت الكويت منذ الستينيات الميلادية واحة ثقافية على ضفاف خليج غنى لها الشادي كثيراً ورقصت على مسرحها فتيات صغيرات نشأن على أن الفرح للكويت شرف لا يوازيه شرف!

عاشت الكويت قريبة من الحب بعيدة عن الأيدلوجية والتصنيفات وحرب الإخوان التي اختارت من البداية أنها لا تليق بوطن النهار، وعشنا نحن مع صوت عبدالكريم عبدالقادر ومسرح عبدالحسين عبدالرضا وفن السيدتين سعاد العبدالله وحياة الفهد قيم ورسائل «إلى أمي وأبي مع التحية» زمناً افتقدناه كثيراً.


كم كانت إذاعة على الهواء من إذاعة الكويت وصوت ماجد الشطي الأجش سفراً ليلياً ممتعاً ما بين معلومة وأغنية كنا نتشرب منها معنى أن تكون جزءاً من منظومة ثقافية صنعتها الكويت وبجدارة.

القوة الناعمة هذا ما كانت الكويت تنسجه على مهل فصنعت مسرحا رائده زكي طليمات وبطله صقر الرشود وتغلغلت في الوجدان الخليجي عندما قررت أن يكون صوت رباب الخالد هو سفيرها لجيرانها الذين حلقوا بقلوبهم حول «يا مدعي القول» وارتفعت الآهات عندما كانت تصدح يجبرني الشوق! والمفارقة أن رباب الكويت الحزينة كانت أولى الضحايا بعد فجيعة الغزو الذي أحال الكويت إلى كويت أخرى لا نعرفها تنتفض كلها ضد مذيعة زادها الحقيقة التي أوجعت بل وقتلت من استطاع تحويل بوصلة الكويت إلى جهة أخرى ما زال الظلام رفيقها!

عندما أهدت لي صديقة عزيزة صوت رباب ذات مساء على صهوة رسالة تبارك فيها حدثاً سعيداً كنت أعيشه سافرت مع ذلك الصوت إلى زمن الكويت الأجمل وقد كان ما كتبت! وبقي السؤال متى تعود الكويت أجمل وأجمل!

كاتب سعودي

monaalmaliki@