-A +A
عبده خال
يعتبر رد السيد «نيك كليج» نائب الرئيس للشؤون العالمية والاتصالات فى فيسبوك على اختيار توكل كرمان ردا عائما غائما على كيفية اختيار مجلس المراقبين على الفيسبوك، وهو رد سقيم حين يقول إن الأعضاء ملتزمون بمهمة مجلس الرقابية، وإنهم مستقلون فى ممارستهم للحكم المستقل، معتبرا أن الانتقادات التي تطال أعضاء المجلس لا تؤثر بل تؤكد نجاحها على المدى الطويل كون الأعضاء جالبين لوجهات نظر وخبرات مختلفة.

هذا الرد يمكن (بلعه) حينما لا يكون العضو حزبيا أو له مقولات تحض على الكراهية أو أن العضو يناصر قضايا إرهابية وتوكل كرمان منتمية لحزب تم إدراجه كحزب أو جماعة إرهابية، وهل فات على السيد (نيك كليج) أنه لا يمكن لأي صاحب آيديولوجيا الانفكاك عن آيديولوجيته، وبالتالي لن يكون حياديا أثناء إشرافه على محتوى عالمي كـ(الفيسبوك)، وإذا كان جواز عبور توكل كرمان حصولها على جائزة نوبل، فهذا أمر يغض الطرف عنه بأن جوائز نوبل السياسية تسير وفق رغبات السياسيين، وكم من سياسي حصل على جائزة نوبل ويده ملطخة بالدماء.


واذا كانت إدارة فيسبوك لا يعنيها رفض عضو من الأعضاء المعنيين بمراقبة المحتوى، فهذا يعني أيضا التخلي عن فكرة الديمقراطية، فجل العالم العربي رافض للإخوان المسلمين لما أحدثوه من خراب شامل بإسقاط دول عربية وإدخالها إلى مفهوم الدولة الفاشلة.. وخراب الإخوان ليس سياسيا وحسب بل كخطاب يبث الكراهية.. وتصريحات كرمان منتشرة في كل الوسائل الإعلامية، تصريحات بغيضة تحث على الكره.

ولا يمكنني تفهم اختيار كرمان إلا أن يكون جائزة للدور الذي قامت به جماعة الإخوان في ركوب الثورات العربية وتحويرها عن مقاصدها، ولو أنهم نجحوا في إسقاط كل الدول العربية لتم تسليم رؤوسنا مجتمعة -دولا- كنتيجة للفوضى الخلاقة التي كان منطلقها أمريكيا من خلال وزيرة الخارجية الأمريكية (كونداليزا رايس).

وفضاء الفيسبوك يفترض أن يكون فضاء لكل الناس من غير وجود مشرفين مؤدلجين وإعطائهم الحق في إزالة ما يخالف آيديولوجيتهم أو الترويج لمبادئ حزب أو جماعة.

وأعتقد أن رد السيد (نيك كليج) قفز على غضب الجماهير العربية واعتبره غضبا وقتيا، فالعرب ينسون كل ما يصلهم من جور.. وباختصار من يعارض اختيار كرمان عليه الانسحاب من الفيس ليكن هذا الانسحاب مقياسا لحكم إدارة الفيسبوك.

abdookhal2@yahoo.com