-A +A
عبدالله صادق دحلان
أول مبادرة وطنية فريدة من نوعها أعلنها سمو الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة بمسمى (برّاً بمكة المكرمة)، اقتبسها بقية أمراء المناطق؛ وهي ذات إهداف إنسانية في ظل ظروف استثنائية لأزمة فايروس كورونا الذي شلّ حركة الاقتصاد وجمّد الأعمال البسيطة التي كانت مصدر رزق للعديد من أبناء المجتمع الذين يتعففون من مدّ يدهم والطلب من الآخرين قوت يومهم، وهم شريحة كبيرة في المجتمع السعودي بأكمله والكثير منهم في منطقة مكة المكرمة وعلى وجه الخصوص في العاصمة المقدسة مكة المكرمة، فمنهم الأسر غير المقتدرة وأصحاب الأعمال الميدانية الصغيرة وذوو الاحتياجات الخاصة مع حفظ كرامتهم من السؤال والاقتصار على تسجيل أسمائهم إلكترونيا، وفي المقابل الثاني استقبال طلبات تقديم الدعم إلكترونيا بالتنسيق مع لجنة السقاية والرفادة بالإمارة والتي تقوم بدورها بتكليف جمعيات رسمية لاستقبال الدعم وتوزيعه على المستفيدين من تلك الفئات، والكثير منهم فئات لم ينطبق عليهم نظام (ساند) أو (هدف) لأنهم غير موظفين أو غير مسجلين في الضمان الاجتماعي مثل سائقي سيارات الأجرة ومالكي سياراتهم والمشتغلين عليها، أو القائمين على عربات الطواف والسعي وهم فئة يعيشون على هذا العمل الذي تعطّل وغيرهم من الباعة السعوديين على البسط وأصحاب المهن التقليدية والعاملين من منازلهم لإنتاج أو تقديم الوجبات أو غيرهم، وهم فئات غير مدرجة ضمن الموظفين أو الصنّاع أو التجار.

ويشارك في هذا المشروع الإنساني الرائع (براً بمكة المكرمة) مجموعة من الجهات الرسمية منها فرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية وفرع وزارة التجارة وفرع وزارة النقل والأمانات والغرف التجارية وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، بالإضافة إلى مجموعة من رجال الأعمال والأفراد وبعض الجهات الخيرية، وقد بلغ عدد المتقدمين لطلب الدعم حوالى 250 ألف متقدم جُهّزت لهم حتى الآن حوالى 120 ألف سلة غذائية توزّع على سبع عشرة محافظة تقدم لهم مليون وجبة إفطار، بالإضافة إلى صرف نقدي لبعض الأسر لشراء مستلزمات أساسية.


جهود جبارة تبذلها إمارة منطقة مكة المكرمة بقيادة سمو الأمير خالد الفيصل ونائبه الأمير بدر بن سلطان وجميع قيادات الإمارة والمحافظات لتقديم الدعم الإنساني لفئة تعطلت عن كسب رزقها بنفسها وترفض كرامتها التسول، حتى أتت حملة (براً بمكة المكرمة) العاصمة المقدسة وأهلها المجاورين لبيته، وهي مناسبة لأن أوجه رسالتي اليوم لزملائي من رجال الأعمال كبارا وصغارا وورثة الأثرياء والتعويضات بمكة المكرمة للتسابق في دعم هذه الحملة الإنسانية التي لم تحدد نوع المساعدة عينية أومادية أو غيرها لأناس هم الأحوج في ظل الظروف الاقتصادية وظروف المنع الذي أوقف الساعين لرزقهم، وإن كنت أعلم أن الأزمة الاقتصادية الناتجة عن المنع وعن أسباب أخرى مثل انخفاض أسعار البترول قد عمّت آثارها الاقتصادية الكبار والصغار من الشركات، إلا أن هناك من هم أحوج لقليل من الدعم لضمان استمرار حياتهم بكرامة حتى عودتهم لأعمالهم، ولو يتبرع مليون شخص من سكان مكة المكرمة بمائة ريال لهذه الحملة لجمعنا مائة مليون ريال في هذا الشهر الكريم، وقد يتبرع أثرياء مكة المكرمة بنصف هذا المبلغ دفعة واحدة أو كاملة لأنها حملة (براً بمكة المكرمة) وهي واجبة علينا نحن أبناء هذه المنطقة ولمن يحتاج له حق علينا.

وليساهم كل من يقدر وباستطاعته وليس هناك إجبار على أحد، ولنقف مع دولتنا وقيادتها في تحمل بعض من المسؤوليات الاجتماعية تجاه مجتمعنا.

فشكرا لأمير منطقة مكة المكرمة ونائبه لمبادرة (براً بمكة المكرمة) ولو علم عن هذه الحملة محبو مكة المكرمة في أنحاء العالم الإسلامي لتسابق المسلمون من جميع أنحاء العالم لدعم الحملة وإن كنا نحن الأولى بها ودعمها.

* كاتب سعودي

abdullahdahlan@yahoo.com