-A +A
خالد السليمان
كانت حملة «فرجت» التي مثلت تفاعلا مجتمعيا عفويا فريدا لتسديد ديون المسجونين في قضايا المطالبات المالية والإفراج عنهم مثار إعجاب تجاوز حدود الوطن في التكافل والترابط المجتمعي السعودي !

اليوم نحن أمام حالة تكافل مجتمعي فريدة أخرى لتوفير المساكن للأسر الأشد حاجة للسكن من خلال مبادرات الإسكان، فخلال حوالى أسبوع واحد تم تمليك ٢٠ مسكنا لأسر سعودية بفضل تفاعل أفراد المجتمع السعودي ومساهماتهم عبر منصة «جود الإسكان» التي تظهر بشكل تفاعلي حالة دعم شراء المسكن والأسرة المستهدفة وعدد أفرادها، مع بيان المبلغ المتبقي لتسديد قيمة التملك، بينما يتسابق المحسنون كل بما تجود به نفسه وتسمح به قدراته على التبرع من خلال أدوات السداد الإلكترونية بكل سلاسة فيتحقق الحلم للأسرة المحتاجة بكل سماحة !


هذه الحملات الإنسانية لا تحقق أحلام البسطاء والمحتاجين لتملك مساكن تؤويهم وحسب، بل تحقق للمجتمع فرص إشباع رغبات البذل والعطاء وتقديم نماذج النبل والسخاء التي تمثل جوهر هوية المجتمع السعودي وتشكل مصدر قوته !

وإذا كانت وسائل التواصل الاجتماعي قد عرضت صور التكافل الاجتماعي السعودي، فإن هذه الصور انعكاس لصور أقدم لمجتمع نشأ وتأسس على الترابط والتعاضد في العسر واليسر، وتوارثت أجياله قيم الخير والمروءة، وجبل أفراده على المشاركة والعطاء !

باختصار.. التكافل في المجتمع السعودي متجذر في تربة خصبة سقتها أجيال تلو أجيال، لذلك لم تفشل في السعودية يوما أي حملة تدعو للخير !

K_Alsuliman@

jehat5@yahoo.com