-A +A
حمود أبو طالب
في تعليقه على مشاركة 280 طبيبا سعوديا يعملون في فرنسا ضمن برنامج الزمالة الطبية الفرنسي، قال السفير الفرنسي لدى المملكة: «يعكس هذا البرنامج العلاقات القوية التي تربط فرنسا والسعودية في جميع المجالات، وهو أيضاً رمز جميل لعلاقة الصداقة الوفية والتضامن بين شعبينا، وأريد هنا أن أعرب عن جزيل شكري للأطبّاء السعوديين لتفانيهم ولروح الواجب التي أبدوها في هذه المرحلة الحرجة».

وأضاف مستشار الصحة الإقليمي لدى سفارة فرنسا قائلاً: «أشيد بعزم الأطباء السعوديين وتضامنهم مع مرشديهم وزملائهم الفرنسيين في هذا الوضع الاستثنائي الذي لا سابقة له، وأعرف شخصياً غالبية هؤلاء الأطباء».


في هذا الظرف لم يلفت انتباه المسؤولين الفرنسيين والشعب الفرنسي، حجم التبادل التجاري ولا الصفقات ولا التعاون الاقتصادي ولا الشراكة في أي مجال آخر، فقط ذلك العدد من الأطباء والطبيبات السعوديين، الذي لا يعتبر كثيراً، كان كافياً لجذب الأنظار وحصد التقدير والثناء والإعجاب بهم، وبالتالي لوطنهم ومجتمعهم، ولربما لم يكن الكثير من عامة الشعب الفرنسي يعلمون أساساً عن وجود أطباء سعوديين لديهم لولا هذه المحنة التي جعلتهم ينظرون بعين التقدير لكل مشاركة إنسانية لهم.

وهناك كثير من الأطباء السعوديين في برامج التخصص في كثير من الدول التي اجتاحها الوباء يؤدون واجبهم الإنساني بكفاءة واقتدار، وعلى سبيل المثال فقط هناك الكثير في المستشفيات الأمريكية يقفون الآن في خط المواجهة معرضين حياتهم للخطر من أجل المشاركة في تخفيف معاناة الشعب الأمريكي من الكارثة التي يمر بها.

صدقوني أن هؤلاء الأطباء ستكون أسماؤهم وملامحهم محفورة في ذاكرة الشعوب التي ساعدوها، وسوف يمثلون أهم قوة ناعمة وأعمقها تأثيراً في تلك المجتمعات، إنهم مثل زملائهم هنا وفي كل مكان يقومون بواجب المهنة الإنسانية التي لا تفرق بين البشر.

* كاتب سعودي

habutalib@hotmail.com