-A +A
ريهام زامكه
بسم الله الرحمن الرحيم

التاريخ: 8/‏8/‏1441هـ


الموافق 1/‏4/‏2020م

درس اليوم:

(الزموا بيوتكم).

عزيزي القارئ:

سئمت من أخبار كورونا،، صحيح؟

اشتقت إلى حياتك الطبيعية،، صحيح؟

تعيش أزمة نفسية بسبب حظر التجول،، صحيح؟

حاط (نِقرك) من نِقر زوجتك بالبيت،، صحيح؟

عرفت قيمة الأيام العادية،، صحيح؟

اشتقت لأهلك وأصدقائك،، صحيح؟

وزنك زاد عشرين كيلو،، صحيح؟

جميعنا يعلم أنه ليس بالهين تقييد حرية الفرد حتى ولو كان بطبيعته شخصاً (بيتوتياً) لا يخرج كثيراً من منزله، لكن عاد هذا الله وهذه حكمته، لا تنتظر مني أن (أتفلسف) على رأسك في غير تخصصي ومجالي.

فلا أنا طبيبة، ولا ممارسة صحية متخصصة في عِلم الوبائيات ومكافحة الفايروسات وعلاجها، وأكبر إنجاز أستحق الشكر عليه وقمت به مع الفايروسات (الآدمية) التي قابلتها في حياتي هو رَشها (بالديتول) والقضاء عليها، وبالنسبة للفايروسات (الإلكترونية) قضيت عليها بـ(آنتي فايروس) وصلى الله وبارك.

لكني مواطنة صالحة وإنسانة مسؤولة، أعي واجبي الوطني حينما نمر بأزمة أياً كان نوعها، وفي هذه الفترة الصعبة التي يعاني فيها العالم بأسره، يجب علينا كمواطنين مسؤولين أن نُلازم بيوتنا ولا نخرج منها، بل ونتكاتف بالـ (تـ بـ ـا عـ ـد عـ ـن بـ عـ ضـ نـ ـا).

استغرب حقيقةً من جهل بعض الناس أو (استعباطهم)، فلا أدري هل هُم غير مُدركين فعلاً لخطورة الوضع؟ أم يتعاملون مع كورونا على خُطى المثل الحجازي الذي يقول: «أعمى يقود أعمى، ويقول له ليلتنا حلوه اللي اجتمعنا».

أرجوكم الزموا بيوتكم، والتزموا بالتوجيهات وتوقفوا عن التجمعات والزيارات العائلية التي لن تجلب لكم إلا المصائب حتى يختفي هذا الوباء.

فشخص مُستهتر واحد قد يتسبب في كارثة صحية جماعية، حينما يخرج من منزله للقاء أصدقائه أو يُلبي دعوات العزائم والولائم في غير أوقات الحظر، فيُخالط شخصاً مُصاباً ويعود ليصيب جميع أهل بيته بسبب جهله وأنانيته.

فبحسب تصريحات وزارة الصحة أغلب الإصابات الجديدة هي لأشخاص مُخالطين، أي لو أنهم التزموا بقواعد السلامة وتعليمات الصحة و(انثبروا) في بيوتهم لما أصيبوا بهذا الوباء!

لذلك استخدم عقلك وأدرك مسؤوليتك المجتمعية ولا تكن (عَالة) على أهلك ومجتمعك وحكومتك وسبباً لبلائهم بانتشار المرض.

لا تخرج من بيتك إلا للضرورة القصوى، ولا تستمع للأكاذيب والشائعات المُغرضة، ولا تخترع وصفات شعبية من (كِيسك) لمحاربة فايروس كورونا.

فقط «نام بَكّير واصحى بَكّير، وشوف الصحة كيف بتصير».

فجلوسك في بيتك يُعجل من عودة الحياة للحياة، ولكن استهتارك ومخالفتك للتعليمات والأنظمة قد يعرضك والآخرين للخطر.

لذا يا عزيزي المواطن المُستهتر، انثبر في بيتك بارك الله فيك حتى تأكل مع أهلك (سمبوسة) في رمضان، بدل ما يوزعوا تمرة ولبن صدقة جارية على روحك.

* كاتبة سعودية

Rehamzamkah@yahoo.com