-A +A
مي خالد
اليوم هو الفاتح من أبريل شهر الغبار والكذب كما يقول نجيب محفوظ.

تخيلت لو نفيق اليوم ونجد مذيعي نشرات الأخبار يقهقهون والدموع تنهمر في الاستديو، ليس دموع الحزن أو الفرح بل دموع الضحك، يقول المذيع الأمريكي It’s a joke. ومذيع آخر آسيوي يقول باللغة الصينية نفس الجملة، ثم نكتشف أن الشعب الإيطالي شارك أيضا في هذا المقلب وربما رامز جلال أيضا.


سأشاهد كل ذلك على شاشة التلفزيون الجديد الذي اشتريناه قبل يومين، تلفزيون كبير جدا، أنفقنا ثروة صغيرة لشرائه لأن ترجمة الأفلام في التلفزيون القديم تبدو بخط صغير، أما التلفزيون الجديد سيجعل قراءة ترجمة الأفلام سهلة. بينما نقضي وقتنا مع طفلنا في الحجر المنزلي ونقاوم رغبة الخروج، لكن الطفل لا يفهم حقيقة المسألة ويقوم «بالتفحيط» في البيت وهو يتخيل أنه في الشارع ثم يلح في طلب الخروج لحديقة الحي ويبكي لنقضي وقتا بائسا في تهدئته وإلهائه. ونفشل غالبا فنضطر لتغيير قناة الأفلام إلى قناة الأطفال. إنها أيام صعبة وغريبة على الصغار قبل الكبار.

حين نقضي على كورونا بمشيئة الله ثم بعناية حكومتنا الفائقة، سنقطع علاقتنا بالأجهزة ونعود للخروج ومقابلة أهلنا والثرثرة مع الأصدقاء، ستمر فترة طويلة قبل أن نعود للتلفزيون والكمبيوتر والجوال، مشتاقون للتواصل الشخصي مع أعضاء مجتمعاتنا، مشتاقون لمناقشة مواضيع أخرى غير الفايروس، مشتاقون للتسوق والاطلاع على المنتجات الجديدة في الأسواق. ستكتظ المساجد في أوقات الفروض الخمسة، ويعود الطائفون للحرم، سنلاحظ الازدحام خصوصا يوم الجمعة، سنشاهد المصلين المبتهجين يفوجون من المساجد ويسيلون في الشوارع وبين الدكاكين والمحلات. لقد استنفدنا رغبتنا في الترفيه الإلكتروني وسنكون منفتحين على البدائل، أنا شخصيا مستعدة منذ الآن لذلك اليوم الرائع.

اليوم الذي سيرفع فيه قرار التباعد الاجتماعي وينتهي الفايروس تماما. فيزول مع المرض الهم والوحدة والتباعد الاجتماعي والحجر الصحي.

ستفتح الأسواق والمولات والمطاعم طوال اليوم لتعويض خسائرها في الجائحة وسينفق الناس مدخراتهم محتفلين خارج منازلهم. سيصبح كورونا كذبة من الماضي وسنتعافى سويّاً وتدريجيّاً. سيتعافى سكان العالم جميعا.

* كاتبة سعودية

may_khaled@hotmail.com

mayk_0_0@