-A +A
عبير الفوزان
مع الصهر والطرق يظهر نوع المعدن الحقيقي، وفي وقت الشدائد والمحن تظهر حقيقة الإنسان، فيظهر وجه السياسي الحقيقي، ووجه التاجر وحتى وجه الطبيب الحقيقي، بينما يظل وجه (الفاشينستا) مغسول بمرق، عذراً إن ذكرت الفاشينستا هنا في زمن الكورونا، لأني سأذكر أحد أقطاب صناعة الأزياء (الفاشن).

سجل المصمم الإيطالي جورجيو أرماني أعظم إعلان في التاريخ لعلامته التجارية الفاخرة (أرماني)، وله كإنسان، لتكون علامته التجارية علامة فارقة. وذلك مع اجتياح فايروس الكورونا كوفيد 19 المرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة، إيطاليا. قام المصمم الكهل أرماني بالتبرع المالي، وكان أول من أمر بإغلاق جميع متاجر دار أرماني فالجائحة التي تمر بالعالم وبإيطاليا، أكبر من الأزياء أو العطور، أو أدوات التجميل التي ما زالت تروج لها الكثيرات في زمن الحظر المنزلي والعالمي. في لقاء لافت مع أرماني في مجلة فوربس قال: «لن أدع إيطاليا تسقط على ركبتيها، حتى لو أنفقت عليها كل ثروتي»، وهذا ليس بغريب على المصمم الإيطالي الذي عيّن عام 2002، سفيراً للنوايا الحسنة، جراء مساهماته الإنسانية مع اللاجئين الأفغان. لكن الغريب مع هذا الوباء الذي يلف العالم أن هناك من لا يزال يمارس سخفه وتفاهته، على الرغم من اتخاذ دور الأزياء موقفاً رصيناً وإنسانياً.


في زمن الكورونا والأوبئة لا تحتاج مشاهير للإعلان عن عملك أو منتجك، بل تحتاج نفسك.. تحتاج أن تكون ذلك الإنسان سواء كنت سياسياً، أو تاجراً، أو إدارياً أو طبيباً، لأن قراراتك الصائبة، وعملك الصائب والجيد هو من يقوم بالإعلان عنك، لا يعلن عنك ذلك المغسول وجهه بمرق!.

* كاتبة سعودية

abeeralfowzan@hotmail.com