-A +A
أسامة يماني
في الأسبوع السابق كتبت عن «لماذا نطالب بحل الدولة الواحدة؟». وعلى إثر ذلك تواصل معي العديد من الأصدقاء بخصوص هذا الموضوع سواءً بالتعليق أو بإبداء وجهة نظر مخالفة أو بالتأييد والتحفيز، ورأيت لمزيد من التوضيح وإلقاء الضوء على هذا المقترح أن أبين مزايا وفوائد هذا المقترح:

١- أول هذه الفوائد والميز رفع المعاناة عن مواطني القطاع وغزة. وتمكينهم من العيش كمواطنين في بلدهم، لهم كافة الحقوق والامتيازات التي للفلسطينيين الذين يعيشون داخل إسرائيل منذ عام ١٩٤٨م.


٢- حل الدولة الواحدة سوف ينهي عصر المتاجرة بالقضية ويضع نهاية للمنتفعين والمستفيدين من القيادات الفاسدة أو إيران وتركيا ومن يدور في ركابهم من الإخونجية إخوان الشياطين.

٣- إنهاء حالة الحرب والكراهية التي تعيشها المنطقة وعودة السلام الحقيقي. وإحلال التنمية والتطوير والرخاء لكل الشرق الأوسط. لقد جربنا الحروب والنزاعات والأطماع خلال أكثر من سبعين عاما كان نتيجتها معاناة وفقر ودمار وتشريد وانقلابات وثورات قامت من أجل التحرير والتنوير، غير أنها أثبتت أنها وبال ودمار لأبناء المنطقة والدول العربية التي قامت فيها.

٤- حل الدولة الواحدة سوف يمكّن كل الراغبين من الصلاة في القدس والقيام بزيارتها بيسر وأمن وسلام، ويحقق ما لا تحققه الحلول الأخرى مثل حل إلحاق القطاع بالأردن وغزة بمصر. لأن هذا الحل سيحمل ويورث مشكلات اقتصادية وتنموية وأمنية للدولتين المصرية والأردنية.

٥- حل الدولتين سينهي طموحات إسرائيل التوسعية، لأن الأرض لن تكون خالية من سكانها، وأي توسع سوف يرتب تغيرا في ديموغرافية سكانها ويرتب تبعات كبيرة على إسرائيل. لا شك أن العديد من الإسرائيليين سوف يرفضون هذا الحل العادل والمنهي لقضية الفرص الضائعة والتوظيف الخاطئ لهذه القضية من الثورجيين والقومنجية ومن قبل تجار الدم والدين والخونة والمنتفعين والمتعصبين.

٦- حل الدولة الواحدة يستلهم فكرته من نموذج توحيد ألمانيا الشرقية مع ألمانيا الغربية. مع الاعتراف بوجود العديد من الفوارق. كما أنه ينبني ويستند إلى التجربة الفلسطينية للفلسطينيين الذي يقيمون داخل الأراضي الإسرائيلية منذ عام ١٩٤٨م ونجاح انخراطهم في المجتمع الإسرائيلي وما ترتب عن ذلك من مصالح اقتصادية واجتماعية وتنموية ومعيشة لساكني هذه الأراضي. وبذلك سيوفر هدر الطاقات والإمكانات وتوحيدها لتصب في الصالح الفلسطيني والمنطقة بأسرها.

ما تقدم بعض الميز التي يوفرها حل الدولة الواحدة الذي يعيد الحق لأصحابه ويجعل منهم جزءاً لا يتجزأ من دولة تضمن لسكانها أفضل الخدمات في جميع القطاعات. أما فلسطينيو الشتات فيتم تعويضهم وتأهيلهم من قبل المجتمع الدولي وتوطينهم في الدول التي استوطنوها أو في دول مثل كندا والولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي رفع يد القيادات الفاسدة عنهم وإعادة انخراطهم في الحياة بعيداً عن المزايدات والكفاح الصوتي وحروب الطواحين العبثية التي دفع البسطاء ثمنها من قوتهم وتعليمهم وصحتهم.

* كاتب سعودي

‏yamani.osama@gmail.com