-A +A
هيلة المشوح
حين يحل وباء كفايروس إيبولا وأنفلونزا الخنازير والطيور وغيرها من أوبئة انتشرت في السابق لم يكن هذا الأمر يفزعني كثيراً ليس تبلداً أو لامبالاة، لا بل يقيناً بأن دولة تستقبل ملايين الأجناس من حجاج في أيام معدودة ومعتمرين طوال السنة وفي بقعة صغيرة لاتتجاوز عدة كيلومترات واستطاعت أن تدير هذا الجمع مع كل ما يحمله هؤلاء الناس من أمراض وأوبئة لهي قادرة وبحكم الخبرة على إدارة فايروس كورونا الذي لم تظهر حالة واحدة منه في السعودية حتى الآن.

خلال زيارتي للمركز الوطني لإدارة الأزمات والكوارث الصحية قبل أيام لم أتردد في سؤال الإخوة هناك هل فعلاً لم تكتشف حالات كورونا في المملكة؟ فكانت الإجابة أن لامصلحة مطلقاً في إخفاء أي حالة، بل نحن ملتزمون باتفاقيات صحية عالمية تحتم علينا الشفافية والتنبيه، ولكن الواقع أنها فعلا لم تكتشف حالة واحدة وهذا بفضل الحذر الشديد والرصد المستمر لكل المنافذ والحرص على فحص كل قادم من الدول التي ظهر بها المرض كما حدث مع الطلاب السعوديين القادمين من الصين، والذين وضعوا تحت الحجر الصحي والمراقبة حتى تم التأكد من خلوهم من الفايروس أو حضانتهم له.


قبل الزيارة كانت تدور في رأسي عدة أسئلة ولكن ما شاهدته في المركز الوطني لإدارة الأزمات والكوارث جعلني أتجاهل كل الأسئلة أمام ما رأيته من حالة التأهب العالية والجاهزية والرصد الشديد والدقيق لكل الحالات المرضية والإسعافية في المملكة عبر غرف رصد متطورة بشاشات وأجهزة بتقنيات مبهرة ومبنى جديد بكوادر وطاقات من شباب الوطن المؤهلين بتخصصات تقنية طبية وذوي كفاءات عالية وكان شعارهم «متأهبون لصحتك».