-A +A
عبده خال
خلال فترة زمنية قريبة تغيرت كثير من التشريعات المنظمة لحركة المجتمع، كانت تسير بسرعة قصوى حتى أن المتفائل (المتفائل جدا) لم يكن يدر بخلده هذا التسارع.

ولأن الزمن متغير، فقد قلب الموازين التي ظللنا نسير عليها لفترة مديدة.. وما كان معشعشا في البال فقد تحقق من غير جهد، ولهذا لا يليق بيع العطر المستحدث في آنية قديمة.


والآن العطر فواح يحتاج إلى آنية حديثة تستوعب متطلبات العصر، وتسييل الجامد بما يتلاءم مع السرعة الحادثة في مختلف مناشط الحياة.

فمثلا هناك هيئات لم يعد لها عمل يستوجب بقاءها، فالتغير الشامل شطب المهمات التي تقوم بها، وهذه الهيئات ضخمة في مبانيها ومعداتها وموظفيها، وبقاؤها – من غير عمل يحقق الجدوى الاقتصادية – يعد هدرا.

وهناك هيئات تتباطأ في تحقيق الأهداف المرسومة لها، مما يستوجب دفعها للإنجاز بتغيير إدارتها أو محاسبتها.

وهناك جهات تؤدي أدوارا متناسخة، فجمعها في جهة واحدة يقلل الإنفاق ويستفاد من الكوادر البشرية في أعمال أخرى.

وهناك أفراد غير منسجمين مع رؤية البلد، فتتراخى أدوارهم المناط إليهم إنجازها، وفي هذا تثبيط جزء من العمل الكلي الذي سيكون له أثر في المحصلة العامة.

وهناك أفراد لا يزالون يتعاملون بالعقلية المتحجرة التي لا تظهر تحجرها ورفضها علنا وإنما يتم تمرير تذمرها بالتبرؤ مما يحدث بكلمات مبطنة.

وإذا كان من حق المرء أن يفكر ويؤمن بما شاء فحق العمل مقدم على الرأي الشخصي، لأن العمل قرار جمعي ليس من حق الفرد تعطيله.

ولهذا أقول:

- لا يليق بيع العطر المستحدث في آنية قديمة.