-A +A
حمود أبو طالب
أخطأ رجب طيب أردوغان العنوان هذه المرة بطريقة متهورة وساذجة وقبيحة عندما أوعز إلى بعض المعتمرين الأتراك بإطلاق شعارات سياسية أثناء أدائهم للعمرة وداخل بيت الله الحرام كما ظهر في المقطع المتداول في وسائل التواصل، وسبق أن قلنا وشددنا في أكثر من مقال سابق أنه لا بد من تغيير دبلوماسية الصبر وإعطاء الفرص مع هذا المتعجرف الأحمق لأنه لا يلتزم بأصول وضوابط العلاقات الدولية، ولأنه مستمر في تماديه اعتقاداً منه أن العقلانية والهدوء والاتزان في التعامل مع حماقاته هو تعايش معها وتسليم بها، وطالما أنه قد وصل إلى هذا الحد فلا بد أن يكون هناك موقف مختلف تجاهه.

أردوغان يعرف دون شك أن المملكة تمنع منعاً باتاً استغلال الشعائر الدينية لتسويق الشعارات السياسية، وأن الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة خط أحمر تتوقف عنده أي محاولة للخروج برحلة الحج أو العمرة أو الزيارة عن مقاصدها الخالصة إلى توظيفها في خلافات أو نزاعات بين الدول والطوائف والمذاهب والأعراق مهما كانت أسبابها، كما يعرف أردوغان أن المملكة لا تتسامح مطلقاً مع أي شخص أو طرف أو دولة تحاول الخروج عن هذه القاعدة، وأنها قادرة على فرض أنظمتها وقوانينها بكل الأساليب.


وإذا قال نظام أردوغان إن ما فعله المعتمرون الأتراك يمثل تصرفاً فردياً لا علاقة له به فإنه بذلك يكذب كذباً صريحاً ممجوجاً، ويحاول أن يتملص من الحقيقة بأسلوب لا ينطلي على أحد، لأن أردوغان أكثر شخص يتاجر بالقدس ويتمسح بقضيتها في واحدة من أقذر أكاذيب التأريخ، وهو الذي يضع يده بيد إسرائيل ويقيم معها علاقات وثيقة على كل الأصعدة، كما أن التأريخ التركي قديماً وحديثاً ملوث بالتواطؤ مع الكيان الصهيوني لإقامة دولته على حساب فلسطين، أرضاً وإنساناً، وكل الفلسطينيين الشرفاء يعرفون هذه الحقيقة، عدا المتاجرين بالقضية مثل منظمة حماس وأشباهها التي تدور في فلك القطبين التركي والإيراني، ألد وأخبث أعداء العرب.

بالتأكيد نحن لا نعول على موقف حازم من الجامعة العربية المشلولة في هكذا مواقف، ولعلنا نتوقع من منظمة التعاون الإسلامي موقفاً يتسق مع واجباتها، ولكن في النهاية هو شأن خاص بالحكومة السعودية المسؤولة عن سلامة وأمن الحرمين الشريفين، وقد أثبتت على مر الأحداث أنها مؤتمنة على هذه المسؤولية وقادرة عليها، وعلى ردع كل عابث يحاول الإخلال بها.

نكرر القول: اردعوا هذا العلج المتهور وضعوه في حجمه الحقيقي.