-A +A
ريهام زامكه
هل تعلمون أنكم تستخدمون الآن 10% فقط من أدمغتكم عند القراءة، وهذا جيد جداً بل ويعطينا تصوراً أن لدينا إمكانيات كثيرة غير مستغلة لتشغيل هذا الدماغ (المهوي) في أغلب الأحيان بشكلٍ ممتاز.

ولكي اطمئنكم؛ في هذا المقال تحديداً لن تحتاجوا سوى لـ2% من أدمغتكم وعقولكم، لأني كتبته والمؤشر العقلي لدي يشير إلى 1% فقط، فالأبراج عندي (معطوبة) وشبكة الإرسال والاتصال بالعالم الخارجي حالياً تعاني من خلل ما.


وقبل أن ينقطع الاتصال بيني وبينكم دعونا نبدأ بالجِد بعد السلام عليكم، ألم تتساءلوا ماذا تفعل الـ90% المُتبقية من الدماغ إذا كُنا لا نستخدم سوى 10% فقط؟!

الجواب: لا تفعل شيئاً على الإطلاق، لكن ليس عند الجميع بالطبع!

فقد توصل باحثون عباقرة أدمغتهم شغالة (وعال العال) إلى اختراع وتصميم (دماغ صغير) مشابه للدماغ البشري تماماً، بل إن الأنواع المتعددة في خلاياه تمثل كل الجينات الموجودة في الدماغ الطبيعي، وهذا هو الأكثر اكتمالاً بين محاولاتهم السابقة في هذا المجال، وتلك الخطوة بلا شك سوف تعطي دفعاً متقدماً للأبحاث والتجارب الطبية على البشر.

وقد أوضحوا أن هذا الدماغ الصناعي المزروع في مختبر هو بحجم ممحاة القلم الصغيرة، لكنه مشابه لأدمغة الأجنة في أسابيعها الأولى عند التكوين، بالإضافة إلى أجزاء تحاكي معظم الأجزاء الأساسية في الدماغ، مع نخاع شوكي أيضاً، لكن ليس في هذا الدماغ أي نظام وعائي يمده بالدم.

وقد عرضت خلاصة هذا المشروع في مؤتمر طبي في فلوريدا، ويأمل الباحثون أن يساعدهم هذا الدماغ المصنوع بأيديهم وعقولهم على إجراء اختبارات سهلة ولا تتعارض مع الأخلاق والقيم الإنسانية والطبية في سبيل التوصل إلى علاجات لأمراض ما زالت مستعصية.

وسوف تكون هذه الدراسات والاختبارات أكثر دقة وواقعية من تلك التي تجرى على فئران مختبرات أو التي تستنتج من النماذج المعلوماتية.

بلا شك أن العلم يتقدم بأصحاب هذه (الأدمغة) الثقيلة، الذين يكرسون وقتهم وجهدهم واهتمامهم وينشغلون بالأبحاث والدراسات التي تُفيد البشرية وتسهل على الناس حياتها وتُنميها.

بعكس مجموعة آخرين نعرفهم «عز المعرفة» شغلهم الشاغل وجُل اهتمامهم يكمن في الهياط الاجتماعي بالولائم والأموال والعبث في الأسلحة، ومتابعة أخبار بعض (الفاشنيستات الفارغات) وبعض المشاهير التافهين الذين يعرضون فقر عقولهم ومحتواهم على الملأ ويلتف من حولهم الفارغين من أشباههم.

أين ذاك العظيم الذي قال: «اعطيني عقلك»، لأقول له: تفضله، على الرحب والسعة!

* كاتبة سعودية

Rehamzamkah@yahoo.com