الجنس البشري أحد أهداف العلاقة الجنسية فإن هذه العلاقة مكون يتضمن جانبا عضويا يشترك فيه الإنسان مع بقية الكائنات الثدية وجانبا نفسيا ينفرد فيه ، وقد جاء في خبر رواه الديلمي عن أنس مرفوعاً ”ثلاثة من الجفاء أن يؤاخي الرجلُ الرجلَ فلا يعرف له اسماً ولا كنية وأن يهيئ الرجل لأخيه طعاماً فلا يجيبه وأن يكون بين الرجل وأهله وقاعاً من غير أن يرسل رسوله المزاح والقبل لا يقع أحدكم على أهله مثل البهيمة على البهيمة”، بل إن عودة المسافر لزوجته ينبغي أن يسبقها إخبار بموعد قدومه حتى تستعد له وفي حديث المصطفى عليه السلام ما يشير إلى ذلك حين يقول: عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ : «إِذَا قَدِمَ أَحَدُكُمْ لَيْلاً فَلاَ يَأْتِيَنَّ أَهْلَهُ طُرُوقاً. حَتَّى تَسْتَحِدَّ الْمُغِيبَةُ ،وَتَمْتَشِطَ الشَّعِثَةُ»، والاستحداد إزالة المرأة لشعر العانة والإبط. (صحيح مسلم، ج 13، ص 60 )، وفي استحداد المغيبة وتمشيط الشعثة لشعرها جانب جمالي نفسي يجعل الرجل يسعد به لما يراه من جمال في زوجته ، ويجعل المرأة تسعد به نتيجة شعورها بقبول زوجها لها.
ويبدو أن انحسار الجانب النفسي من العلاقة يجعل لا وعي أحد الشريكين أو كلاهما يحتج بلغة الجسد حيث تبدو الاضطرابات معبرة عن وجودها على هيئة برود جنسي عند المرأة يمثل إشارة من جسدها بعدم الرغبة في المشاركة في ذلك الفعل الذي افتقد الإنسانية، وربما عبرت الأعضاء الجنسية للأنثى عن رفضها هذه المشاركة وكأن لا وعيها يقول للرجل لا أريد أن أشارك في مسألة لم تراعي فيها جانبا مهما عندي كأنثى وهو احترام إنسانيتي، أما الرجل فيعبر لا وعيه عن اضطراب هذه العلاقة عبر عوارض تطرأ على مشاركته في العملية الجنسية، وكأن الرسالة التي يريد أن يرسلها لا وعيه لزوجته أنت لا ترغبين بي أو أنك أهنتني بما يكفي ولكن ليكن معلوم لديك أن ذلك لا يسعدني، والجزء الأخير من رسالة الجسد الذكورية تبقيه متوترا جدا للحد الذي يمكن أن يجعل لا وعيه يحول طاقة العدوان التي اختزنت بسبب الإشباع الناقص إلى صور شتى من العدوان اللفظي أو إن جاز التعبير “ التلكيكي “ فيظهر جانب مهم من سلوك الرجل يصنع من الحبة قبة كما يقولون، ويتوقف عن بلع الزلط ليصبح ماهرا في الوقوف لها عند الغلط.
والنصيحة لكلا الزوجين أن يتوقفا ويناقشا العلاقة الحميمة بينهما بكل موضوعية فإن فشلا فليبحثا عن خبير يساعدهما على رؤية حقيقة هذه العلاقة فربما كانت بداية كثير من المشكلات الزوجية من سوء التوافق وربما كان الحل في تحسينه.