-A +A
يحيى مكي زكري
احتفت المملكة هذا العام بالأسبوع التاسع والعشرين لزراعة الشجرة، ولا شك أن للشجرة فوائد عديدة مباشرة وغير مباشرة سخرها الله للإنسان كما لا يخفى على الكثير ما للأشجار من الفوائد البيئية الجمة أهمها:

1- تحسين البيئة المحيطة بتوفير الظل وتلطيف المناخ الموقعي بتقليلها من حدة إشعاع الشمس خاصة في المناطق الجافة.

2- تعمل على تنظيم درجة الحرارة والرطوبة.

3- التشجير البيئي يعمل على تثبيت الكثبان الرملية والحد من زحف الرمال على المنشآت الاقتصادية والأراضي الزراعية والمساكن والطرق وغيرها وبالتالي درء أو الحد من ظاهرة التصحر.

4- المحافظة على الموارد الطبيعية الأخرى من التربة والمياه المحدودة والحياة البرية الفطرية والرعوية، فالتشجير يهدف إلى تحويل مناطق صحراوية إلى مناطق شبه واحات مستقرة وصولاً إلى تنمية بشرية وزراعية.

5- التخفيض من تأثير العواصف الترابية والغبار المتطاير على الصحة والبيئة والاقتصاد.

وإلى جانب الفوائد البيئية الكثيرة توفر الأشجار العديد من المنتجات الغذائية للإنسان والحيوان والعديد من المنتجات الدوائية والصناعية، وهي تعتبر اللبنة الأساسية في المحميات الطبيعية وانشاء المتنزهات الوطنية التي يقصدها الناس للتنزه والراحة السياحية.

أما من ناحية فوائد الأشجار في الحد من التلوث:

قبل الحديث عن فوائد الأشجار في الحد من التلوث لابد من ذكر مصادر التلوث فهناك ما لا يقل عن عشرة مصادر متهمة بتلويث البيئة أهمها:

1- التلوث البيئي من عمليات احتراق الوقود في الصناعة وفي التدفئة المنزلية.

2- عمليات الاحتراق غير الكاملة في صناعات الصلب وتكرير البترول.

3- دخان المحطات الكهربائية ومحركات الديزل المحتوية على حمض الكبريتيك.

4- مصادر احتراق الوقود في محركات الطائرات والأفران وحرق الغابات.

5- عوادم السيارات وآلات رش المبيدات.

6- مياه الصرف الصحي.

والتي تؤدي إلى ارتفاع حرارة درجة الأرض ويمكن تلخيص فوائد الأشجار في الحد من التلوث على النحو التالي:

1- تقوم الأشجار أساساً بعملية التمثيل أو البناء الضوئي التي توفر مصدراً مستمراً من الأكسجين الجوي للحياة إلى جانب ذلك هي العملية التي يستخدم فيها النبات ثاني أكسيد الكربون وضوء أشعة الشمس لتكوين الغذاء للكائنات الحية وأهمها الإنسان والحيوان التي تعتمد في غذائها على النبات.

2- يلعب الغطاء النباتي دوراً مهماً في التوازن البيئي الطبيعي بتنظيمه لكمية ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، فكمية ثاني أكسيد الكربون في الطبقة السطحية من مياه المحيطات تبقى معادلة تقريباً لتلك الموجودة في الغلاف الجوي، فعملية امتصاص المحيطات للغاز سوف تبطئ زيادة تركيزه، وتثبت التجارب المعملية أنه إذا ازداد تركيز ثاني أكسيد الكربون فإن الحجم الخضري للنبات يزداد أي أن مساحة الأوراق وأعدادها تزداد، وهذا يعني أن زيادة ثاني أكسيد الكربون تؤدي إلى زيادة المساحة الخضراء على سطح الأرض، مما يزيد امتصاص هذا الغاز المهم للنبات من الجو، وتكون هناك دورات زمنية بين الزيادة والنقصان وهذا هو التوازن الذي لا يقدر عليه إلا خالق هذا الكون. كما وجد العلماء أن ثاني أكسيد الكربون يساعد في زيادة نمو المحصول في بعض المناطق حيث يزيد الإنتاج المحصولي عندما تزداد كمية ثاني أكسيد الكربون في الجو حتى إذا لم تكن ظروف النمو الزراعي مواتية.

3- تقليل التلوث الهوائي خاصة في المناطق المزدحمة بعوادم السيارات أو بالمباني والسكان وذلك بزراعة الأشجار كمصدات أو كاسرات للرياح أو إنشاء الأحزمة الخضراء حول المدن والقرى والمزارع والمنشآت والطرق للوقاية.

4- حل مشاكل التخلص من مياه الصرف الصحي في المدن الكبيرة بالعالم عن طريق استخدام هذه المياه بعد معالجتها بهدف زياد ة مصادر المياه المحدودة والاستفادة منها في التشجير في المناطق الجافة.

والله ولي التوفيق والسداد.

* أستاذ متقاعد، مستشار بالرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة