استوقفتني كلمة «مقصف» حين كنت اقرأ رواية مترجمة لمصطفى صادق الرافعي فأعادتني هذه الكلمة الى مقاعد الدراسة في المرحلة الابتدائية.. حيث كنا نتسابق الى مقصف المدرسة بمجرد ان يقرع الجرس معلنا عن وقت «الفسحة» وليس هذا التدافع والتسابق من أجل شراء خبز الزعتر أو فطائر الجبن فقط.. بل لأننا قد اكتتبنا في مقصف المدرسة بعدد من الاسهم والتي نجني ارباحها في نهاية العام..
ولأننا حديثي العهد بالاسهم ولم نكن نعلم بأن قانون الاسهم هو «ما في شيء يدوم على حاله» فوجئنا بتهاوي اسهم المقصف واعلان افلاسه!!! فما كان من ادارة التعليم.. وكحركة تصحيحية لأوضاع اسهم المقاصف المدرسية.. الا ان قامت بطرح مناقصة لتشغيل المقاصف المدرسية عن طريق شركات التغذية وذلك لتحقيق هدفين:
الأول: ان تحصل ادارة التعليم على نسبة من أرباح المقاصف.. والثاني: توفر وجبات صحية للطالبات.. وكانت النتيجة!! نجاح الهدف الأول وفشل الثاني بل واستمرار فشله دون النظر في الأسباب.. ولأن كلمة «مقصف» هي من استوقفتني في بداية الأمر.. أخذت ابحث عن معناها لعلي أجد سبب فشل الهدف الثاني.. فوجدت معنى «المقصف» في المعجم المحيط «هو مكان اللهو في أوقات الفراغ».. وبما ان المقصف المدرسي ليس محل أو مكان للهو واللعب ولفشل الهدف الثاني من تشغيل المقاصف المدرسية.. سأطلق على المقصف المدرسي مسمى «بقالة مدرسية» فهو لا يتعدى كونه بقالة تبيع الفطائر الناشفة «البايتة» والمحشوة بحروف كلمة «جبن أو زعتر أو لبنة».. ومسمى «بقالة مدرسية» مجرد مسمى خطر لي وسأترك للقراء التفكير في مسميات اخرى.. فقد تطرح ادارة التعليم مسابقة «أفضل مسمى بديل للمقصف» من أجل تصحيح اوضاع المقاصف مرة اخرى.
مقصف مدرستنا وفشل الهدف الثاني
18 فبراير 2007 - 18:46
|
آخر تحديث 18 فبراير 2007 - 18:46
تابع قناة عكاظ على الواتساب
سناء القطان- الدمام