.. في محكم التنزيل يقول رب العزة والجلال بسورة آل عمران: }قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم|.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده ليأتين على أحدكم يوم ولا يراني ثم لأن يراني أحب إليه من أهله وماله معهم».
وعنه أيضاً بصحيح مسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أشد أمتي لي حباً، ناس يكونون بعدي يود أحدهم لو رآني بأهله وماله».
.. أي نعم والله بأبي وأمي وأهلي ومالي وولدي لرؤيتك يا رسول الله أحب إليّ منهم جميعاً.
وكتاب اليوم وضعه الأستاذ الدكتور عاطف المليجي بعنوان: «التعلق الصوري والتعلق المعنوي بالجناب النبوي المحمدي صلى الله عليه وسلم».
وهو مسجل بمكتبة الملك فهد الوطنية برقم الإيداع 3507/1426، وفي المقدمة يقول المؤلف: أما بعد فقد أصبح من الضروري في ظل الظروف الحالية التي تمر بها الأمة، والتأثيرات الطارئة والوافدة، تنبيه الناشئة في بلاد المسلمين إلى أن حب صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم أمر له أهمية كبرى في الدين، لأن تصحيح العقيدة يتوقف عليه، ومن الواجب شرعاً حب النبي صلى الله عليه وسلم حتى يكون النبي صلى الله عليه وسلم أحب إلى الفرد المسلم من نفسه وأهله وماله والناس أجمعين، وحتى يكون هوى المحب تبعاً لما جاء به النبي الكريم عليه وآله الصلاة والتسليم.
وقد رأيت أن من واجبي المساهمة في توضيح هذا الأمر في أذهان الشباب فاستعنت بالله وأعددت هذه الرسالة المختصرة المركزة.
وقد اشتمل الكتاب على أربعة فصول هي كما يلي:
الفصل الأول: بينت فيه وجوب محبة النبي صلى الله عليه وسلم، ودواعي هذه المحبة وعلاماتها وثمراتها كما استعرضت فيه صوراً من محبة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم.
الفصل الثاني: ذكرت فيه صفات الجمال والكمال التي جُبل عليها النبي صلى الله عليه وسلم، والخصائص الكبرى التي أكرمه الله بها، لأن معرفة المحب بكمالات ذات المحبوب من شأنها أن تقوي هذه المحبة وتنميها.
الفصل الثالث: استعرضت فيه حديث هند بن أبي هالة، الذي وصف فيه النبي صلى الله عليه وسلم، (رواه الترمذي في الشمائل، والطبراني في الكبير، والبيهقي في شعب الإيمان)، وقد أوردت صفة حليته صلى الله عليه وسلم، في هذه الرسالة لتتصورها أخي المحب بين عينيك وتلحظها في كل ساعة حتى تصير ممثلة لك لتكون حينئذ في درجة المشاهدين له صلى الله عليه وسلم فتفوز بالسعادة الكبرى وتلحق بالصحابة رضي الله عنهم أجمعين، فإن لم تستطع ذلك على الدوام فلا أقل من أن تستحضر هذه الصورة الشريفة بما لها من الكمال عند الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم.
الفصل الرابع: أوضحت فيه كيفية التعلق الصوري والتعلق المعنوي بالجناب النبوي المحمدي صلى الله عليه وسلم.
ومن علامة المحب الصادق توقير النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه عند ذكر حديثه وسنته وسماع اسمه وسيرته صلى الله عليه وسلم. وقد كان الصحابة رضي الله عنهم بعد انتقاله صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى إذا ذكره بعضهم بكى وكذلك التابعون، قال مصعب بن عبدالله كان مالك -رحمه الله- إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم يتغير لونه، وينتحب حتى يصعب ذلك على جلسائه، فقيل له يوماً في ذلك فقال: لو رأيتم ما رأيت لما أنكرتم عليَّ ما ترون.
وذلك لأن من أحب شيئاً أكثر ذكره وقد وصف الله تعالى المؤمنين الصادقين بكثرة ذكره تعالى وكذلك محب النبي صلى الله عليه وسلم، فهو كثير الذكر له- وكثرة ذكره بكثرة الصلاة والسلام عليه- وقد أمر الله المؤمنين بالصلاة والسلام على نبيه حيث قال:
}إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلموا تسليما|.
فاللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.