كانت العادات الاجتماعية الحجازية للمرأة (الجداوية) تعيب على النساء الخروج للتبضع من الأسواق وكان ذلك مستقى من (النظام التركي)، وذلك وفقا للمحللة الاجتماعية الباحثة في المجال التراثي اعتدال عطيوي التي تروي تفاصيل الحياة اليومية للمرأة الحجازية، إذ تقول: جرت العادة على عدم خروج النساء إلى الأسواق سوى بعض نساء بعض الفئات الاجتماعية، فيما يتم قضاء المشتريات بإرسال «الخادمات والجواري إلى الأسواق مثل سوق الندى، النوارية، العلوي، البدو، شارع قابل».
غير أن الشائع قديما في شراء المرأة لحاجيتها من أدوات الزينة كالكحل ومنه (الدلال، الحجر) عن طريق نسوة يطلق عليهن (الدلالات).
فيما كان للرجل الحجازي، سواء الأب أو الأخ، دور مهم يتمثل في إحضار مختارات صغيرة من الأقمشة (الفواتير) ليخترن النساء ما يناسبهن من الأقمشة التي كانت تصل إلى مدينة جدة عبر الميناء من عدة دول كالهند ومصر، إندونيسيا، إذ كان رائجا (القماش المصري) وهو عبارة عن قماش قطن مخطط للملابس الداخلية.
وتضيف الباحثة التراثية اعتدال عطيوي أن المرأة في الحجاز تمتاز بحب الطرفة إذ كن يطلقن مسميات على الأقمشة التي كانت تسمى (الحوائج) التي من أشهرها (خط البلدة) و(قماش صباح)، ولم تغفل نساء الحجاز تتبع خطوط الموضة وخاصة في جدة إذ كانت السفن في الميناء تطلعهن على (المجلات المصرية) خاصة لفتيات العائلات الكبيرة وذلك في الخمسينات الهجرية. ومن أنواع الأقمشة (البوبلين، البوال، الدواري، البفتة، الحلبي، قرم السود، شرخانة، والحرير في فساتين المناسبات) ولم تقف أسماء الأقمشة عند خط البلدة بل ظهرت مسميات أخرى مثل (رموش سلوى، العتبة قزاز، نهج البردة، يد النعيم، كرب فريال).
ولم تكن تغفل المرأة في الحجاز أهمية (التزين) فظهرت شخصية نسائية تسمى (المقينة) ويتمثل دورها في تزيين النساء في يوم الزفاف في المنزل إلى أن تم افتتاح صالون في السبعينيات الهجرية، ومن هنا بدأت المقينة إدخال تسريحات الشعر الجديدة للمرأة.
وتمضي الباحثة اعتدال عطيوي قائلة «أدوات الزينة للمرأة الحجازية كانت محدودة تشمل (الروج، البودرة، والكحل بنوعيه، الحجر والدلال).
أما تسريحة الشعر فكانت عبارة عن وضع ما يسمى (منقوع السفرجل) على الشعر ووضع الدبابيس عليه إلى أن يجف ويعطي للشعر (تمويجات) مثل ما يعرف حاليا (بالجل) الذي تستخدمة الفتيات.
وحول تفاصيل الحياة اليومية وثقافة تعامل الأسر مع بعضها، فالحجازيون يميلون إلى تأصيل ثقافة إصلاح ذات البين، والمرأة الحجازية نشأت في تربيتها على عدم الخروج من منزل الزوج إلا في (الشديد القوي) كما يقول أهل الحجاز وعادة لا يتم الإفصاح عن سبب المشكلة لأنه من العيب إفشاء الأسرار، إذ يعتمد أسلوب التربية على التحمل والصبر ومراعاة الزوج ودائما مايتم اللجوء إلى (كبير العائلة) لحل المشكلات لإعلاء مبدأ الإصلاح.
أما أم الزوج التي كانت تنادى بـ(ستي) فكانت لها سلطة على زوجات أبنائها؛ فهي تقوم بتوزيع مهام العمل في البيت كالطبخ والغسيل وكي الملابس بالمكواة (الفحم). ودرجت العادة أنه في يوم غسيل الملابس على (الطشت) لا يتم إعداد أكلات دسمة نظرا للجهد المبذول في الغسيل ويكتفون في الحجاز في يوم الغسيل بأكلة تسمى (ترده).
عادات اجتماعية مستقاة من الواقع التركي
«خط البلدة» و«رموش سلوى» تزيِّن عروس الحجاز
14 فبراير 2013 - 20:55
|
آخر تحديث 14 فبراير 2013 - 20:55
«خط البلدة» و«رموش سلوى» تزيِّن عروس الحجاز
تابع قناة عكاظ على الواتساب
زين عنبر «جدة»