لا يزال فايز حسن 27 عاما يتذكر اليوم الذي أدخله والده الى غرفة الموتى وطلب منه مساعدته في تغسيل وتكفين متوفى في حادث مروري ولم يكن ذلك الموقف سهلا بالنسبة له .
شعر بالرهبة والخوف فوقف متصلبا من الموقف المفاجئ وتصاعدت انفاسه من هول المشهدوكانت تلك هي المرة الأولى في حياته التي يغسل فيها متوفى وبعدها كرت سبحة السنوات وامتهن تغسيل الموتى واصبح هذا العمل الانساني جزءا من حياته وعرفه أهالي مدينة بقيق شابا ورعا يرفع الأذان للصلوات في جامع معاوية بين أبي سفيان ويقوم بتغسيل وتكفين الموتى.كانت البداية بالنسبة لفائز في تغسيل الموتى حينما كان عمره 13 عاما اختاره والده ليساعده في العمل من بين كافة اشقائه عندما لمس فيه الجرأة وعدم الخوف من المواقف.
وعن ذلك يقول ان والده بدأ في تغسيل الموتى بمسجد عيسى بالقرب من أحد الأسواق في الدمام قبل 40 عاما وقد روى له أبوه أن أول متوفى قام بتغسيله كان شابا نفذ به القصاص وبعد ذلك استمر في تغسيل الموتى في الدمام وبعدها انتقل الى مدينة بقيق.
واستطرد ان والده في البداية كان يشرح له عملية الغسيل نظريا واستوعب كافة تفاصيلها، ولكنه كان يتهيب من تنفيذ ما تعلمه على دنيا الواقع، وفي احد الايام كان والده يستعد لتغسيل المتوفين فاصطحبه معه دون ان يدري الى أين يأخذه وعندما وصلا الى غرفة الموتى فتح الباب وادخله، وهناك كانت الصدمة حيث شاهد جثة مغطاة وفتح والده القماش واذا بميت اصيب في حادث مروري.
ويضيف: انه في البداية وقف متسمرا ولكن والده شجعه فأخذ يساعد والده في تغسيل تلك الجثة وبعدها غادر الخوف حياته واصبح مثل هذا العمل شيئا طبيعيا بالنسبة له.
ومن المواقف التي لا تزال مرتسمة في ذاكرته قال: في أحد الأيام تم احضار جثة مضى عليها 7 أشهر في ثلاجة الموتى فذكر له الذين احضروا الجثة انها قد لا تحتاج الى تغسيل ولكنه أصر على اجراء غسيلها ولدهشته فقد وجد جثة الميت كأنه توفي للتو حيث كان جسده طريا ولم تؤثر فيه برودة الثلاجة، وبعد ان اديت الصلاة عليه سأل عن كفيل الرجل الميت فابلغوه ان المتوفى كان يعمل في مزرعة بهجرة تابعة لمحافظة بقيق، وكان يرفع الأذان في المسجد بالمزرعة وقد أصيب بمرض في بطنه في شهر رمضان الكريم في إحدى السنوات وحاول زملاؤه أخذه الى المستشفى فرفض حتى لا يقطع صومه فتركوه حسب رغبته وتحامل على نفسه وقام برفع أذان العصر وصلى بالحضور وبعد المغيب عثر عليه متوفى داخل المسجد، واضاف: انه كثيرا ما يدعو الشباب لمساعدته في الغسيل وتكفين الموتى حتى يكون ذلك عظة وتذكيرا لهم ان هذا مصير كل انسان وان الشخص لا يحمل معه عند وفاته سوى الغسل والكفن.
واضاف: ان والده قام بتعليم والدته كيفية تغسيل الموتى وهو حاليا يقوم بتشجيع زوجته للدخول الى هذا العمل احتسابا للأجر من عند الله تعالى.
«حانوتي» يتذكر مشهد الرهبة:
تصلبت قدماي في غرفة الموتى
5 أكتوبر 2006 - 20:01
|
آخر تحديث 5 أكتوبر 2006 - 20:01
تابع قناة عكاظ على الواتساب
ناصر الكري (بقيق)