-A +A
عبد الكريم الذيابي (الطائف)
الطائف، مصيف المملكة ومنتجع سياحتها الأول، صاحبة الطبيعة السحرية الخلابة والجغرافية الجبلية والطقس الحالم، استحقت أن يطلق عليها (عبقرية الزمان والمكان)
فقد ظلت منتجعا منذ الحقب الماضية والعصور الأولى، حتى يومنا هذا، فمعظم الذين زاروها قضوا أوقات رائعة، بين خضرتها وزخات الأمطار والطقس الندي، أجواء سحرية عبقة، حفرت في الذاكرة، فشكلت في وجدانياتهم لحظات رائعة لا تنسى.

تقع مدينة الطائف على قمة جبل غزوان، ويصل ارتفاعها إلى 2500م فوق البحر، ما أكسبها أجواء بديعية ومناخا لطيفا صيفا وشتاء، وتبلغ مساحتها أكثر من 48 ألف كم2 وتصل نسبتها نحو 67 في المئة من إجمالي مساحة إمارة منطقة مكة المكرمة، على بعد 86 كم جنوب شرقي مكة المكرمة.
ويقول الباحث التاريخي عيسى القصير: الطائف تقع على قمة جبل غزوان، ويعود تاريخها إلى ما قبل ميلاد النبي عيسى بن مريم عليه السلام، ويختلف المؤرخون منهم من يقول إن تاريخها يعود إلى عصر النبي إبراهيم عليه السلام، وتعد الطائف واحدة من أقدم مدن العالم، ويندر أن يخلو كتاب في تاريخ جزيرة العرب دون الإشارة إليها.
ويقول القصير أنه ذكر في جامع الأصول في أحاديث الرسول إنما سميت الطائف للحائط الذي بنته حولها ثقيف في الجاهلية، وهو الأقرب للصحة، وأضاف، يقول أبوطالب عم الرسول صلى الله عليه وسلم مادحا قومه في حماية الكعبة مستشهدا بأهل الطائف ببناء الحائط للحماية من المهاجمين:
حمينا بيتنا من كل شرٍ
كما احتمت بطائفها ثقيف
وفي روايات أخرى لأنها طافت على الماء. وأوضح الباحث القصير أن الطائف ظلت مصيف المملكة الأول منذ عهد الملك عبدالعزيز آل سعود (رحمه الله) منذ عام 1343هـ، حيث اشتهرت بكثرة المنتجات الزراعية من الفواكه المميزة متعددة الأصناف والأنواع، وما زاد من شهرتها إنتاجها للسمن والجبن البلدي، الذي أصبح عنوانا آخر للهدايا الطائفية، لأبناء المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى إنتاجها وزراعتها للورد الذي يعرف بالطائفي، ذو الروائح العطرية الممزوجة بماء الورد. أما الطائف التاريخ الخالد فهي حينما احتضنت النبي صل الله عليه وسلم في مجيئه الأول مرورا بأرض الطائف إلى قرى بني سعد (أخواله) وهي تستقبل الطفل الرضيع، الذي هدى الأمة، محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم.