علاقة مميزة ربطت الحجاج و المعتمرين والزوار وأسراب الحمام ما بين الحطيم وبئر زمزم، التي أضفت على الحرم رونقا خاصا وجمالا طبيعيا، تأسر المعتمرين والزوار الذين سرعان ما ينثرون الحب على الأرض لرؤية الحمام عن قرب.
وقد تردد في بعض القصص القديمة بأن حمام الحرم يتحدر من سلالة الحمامة التي صنعت عشها ووضعت بيضها على غار ثور، حينما اختبأ الرسول صلى الله عليه وسلم هو وصاحبه أبوبكر الصديق رضي الله عنه عن قريش.
ولحمام الحرم ميزة عن غيره، فلا يجوز بأي حال من الأحوال قتله أو صيده أو تنفيره؛ سواء للمحرم أو لغيره، ومن قتله فعليه فدية ومقدار الفدية شاة، وقد حكم الصحابة رضوان الله عليهم على من قتل حمام الحرم بشاة واحدة، لأن شرب الحمامة يشبه شرب الشاة، فجعلوها مثلها وفي كل فرخ من فروخ حمام الحرم شاة، كما قال مالك لأن حكمها كحكم أصلها وإذا اشترك اثنان في قتل حمامة حرم، فعلى كل واحد نصف الفدية، وأما التنفير فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم «ولا ينفر صيده».
وتذكر القصص القديمة أن من يقتل حمام الحرم من أجل الأكل أو اللهو واللعب يصاب بمرض الجدري، أو الجرب، أو البرص، وتشير القصص إلى أن لحم حمام الحرم لا ينضج أبدا مهما وضعته على النار.
العقاد والحمام
شد منظر أسراب حمام الحرم انتباه الأديب عباس محمود العقاد فكتب عنه، ومثله فعل الأديب جمال الغيطاني والكثير من الأدباء والرحالة شدهم منظر حمام الحرم وهو يحلق أفواجا وينزل ليلتقط الحب بطريقة منظمة تشد الناظرين.
وقد صنعت أمانة العاصمة المقدسة محاكر وأبراجا خاصة لحمام الحرم تحت جسر الحجون في شكل هندسي رائع، إضافة إلى مشارب المياه، كما يحرص العديد من الأهالي على نثر الحب وبقايا الطعام للحمام رغبة في الأجر.