هناك شركات تمنح شهادات للجودة أو التميز أو ما شابه ذلك للجهات التي يفترض أنها طبقت أنظمة ومعايير مثالية فنالت تلك الشهادة بعد سداد الرسوم طبعا، إلا أننا تفاجأنا بعد صدور الحكم الابتدائي الصادر في قضية الطبيب الجهني ــ يرحمه الله ــ والذي نص على مخالفات بالجملة ارتكبتها إدارة المستشفى المعنية والحائزة على تلك الشهادة، والسؤال الذي يفرض نفسه في حالة اكتساب الحكم للصفة النهائية وثبوت تلك المخالفات الجسيمة، فكيف إذا حصل ذلك المستشفى على شهادة الجودة ومخالفاتها تسببت في فقدان إنسان لحياته؟ وبالتالي نجد أنفسنا أمام سؤال آخر .. كيف إذا نثق في الجهات الأخرى الحاصلة على تلك الشهادة أو مثيلاتها؟ أنا هنا لا أعم، وأعلم أن هنالك شركات تستحقها، ولكن كيف لنا أن نعلم أو نفرق؟ أيضا بالنسبة للحاصلين على شهادات الدكتوراة من العاملين في القطاع الخاص فكيف لنا أن نفرق أو نميز بين الحاصلين عليها بجدارة واستحقاق وبين الحاصلين عليها من جامعات غير معترف بها؟
أيضا حين نشاهد إعلانات لا حصر لها تتعلق بمزايا منتج معين وعلى سبيل المثال، ذلك المستحضر الطبي الذي إذا وضعت القليل منه على صلعة رجل ملساء مضيئة من شدة اللمعان ولم يفلح معها الزمان وعوامله في إنبات شعرة واحدة في استسلام تام لعوامل التعرية إلا أنه وبقدرة قادر ينبت فيها الشعر وبغزارة بسبب ذلك الدهان وفقا للإعلان، فكيف لنا أن نثق في صحة ذلك الإعلان من عدمه وإعلانات كثيرة أخرى؟
أيضا أنا لا أعم ولكن أتساءل، كيف لنا أن نثق في ما يعرض علينا ونشاهده دون أن نتحمل مخاطر التجربة؟

* المحامي والمستشار القانوني
khalid.aburashed@gmail.com