الحياء هو تغير وانكسار يعتري الإنسان من خوف ما يعاب به ويذم، وهو انقباض للنفس، يصونها عما يعيبها من قول أو فعل، فيدفعها إلى ترك القبيح، ويعفها من التقصير في حق ذي الحق. لكن للأسف ما نراه اليوم في مجتمعاتنا من انقلاب للموازين وخاصة في الأسواق والطرقات من قلة الحياء وذلك بإطلاق البصر للنظر إلى المحرمات في الفضائيات أو الأسواق أو الملاهي.. يُعتبر تركاً لوصية النبي صلى الله عليه وسلم. وأسواقنا اليوم وطرقاتنا أصبحت تكتظ ليلاً ونهاراً بالمنكرات (والعياذ بالله)، فهذا يمد بصره، وهذه تضاحك البائع وكأنه أحد محارمها، وهذا يرفع أصوات الأغاني، وما إلى ذلك من تبرج وسفور وملابس خليعة ملأت الأسواق. ومعروف أن المعاصي تُضعف الحياء من العبد، حتى ان انسلخ منه كلية لم يتأثر بشيء أو يتحرك له جفن، ومن لا حياء فيه فهو ميت في الدنيا شقي في الآخرة، ومن استحيا من الله عن معصيته استحيا الله من عقوبته يوم يلقاه.. وللحياء صور عديدة وأفضلها الحياء من الله.. وعلى المرء أن يستحيي ان يقابل نعم وآلاء الله بالنكران الذي منه عدم الحياء. ومن صور الحياء من الله عز وجل غض البصر، لان النظر سهم من سهام ابليس. ومن أراد منا الحياء عليه اتباع القدوة الحسنة في الصحابة فهذا سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول عنه أهل السير انه ما اغتسل الا جالسا حياء من الله عز وجل، وكان رضي الله عنه يغتسل في الظلام. وكلما كان العبد أكثر استحياء من الله كان ابعد عن المعاصي والفتن وعظمت مكانته عند ربه سبحانه وتعالى.
ايمان سعد الاحمدي
كلية التربية- جدة
سقط الحياء ففاحت رائحة الفتن
11 يوليو 2006 - 19:33
|
آخر تحديث 11 يوليو 2006 - 19:33
تابع قناة عكاظ على الواتساب
