.. الأستاذ عبد الله سليمان الحصين رحمه الله شخصية تميزت بالكثير من الخصال الحميدة، والمواهب العديدة. فلقد كان ـ رحمه الله ـ مربيا فذا، وإداريا متمكنا، وكاتبا سديد الرأي، وصحفيا لامعا.
كان لقائي الأول معه في السنوات الأخيرة من السبعينيات الهجرية يوم تولى رئاسة تحرير جريدة أم القرى بمسكنه بأجياد في مكة المكرمة برفقة أخي الحبيب عليه رحمة الله الأديب عبد الله الجفري لإجراء حوار صحفي معه عن الخطوات التي سينهض بها جريدة أم القرى، وكان من آماله أن يرتقي بها إلى مقدمة الصف بين الصحف العربية، ولما لم تساعده البيروقراطية الإدارية على تحقيق ذلك تحول إلى التعليم فشغل العديد من المناصب كمدير للتعليم بجدة، ثم الطائف فجدة مرة أخرى. ومنها انتقل ليتولى منصب مدير عام البعثات الخارجية، فمستشارا منتدبا بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، ثم رئيسا لتحرير جريدة المدينة، فعضوا بمجلس منطقة مكة المكرمة.
ولقد كان الأستاذ عبد الله الحصين تغمده الله برحمته في جميع المناصب صاحب عطاء ثر يعترف له به تلاميذه وزملاؤه الذين يحملون له كل الحب والتقدير لما أولاهم إياه من رعاية ومعاملة كريمة تجسد نبل أخلاقه وسمو همته.
ولقد سررت بالخطوة التي أقدم عليها أخي الأستاذ نبيل عبد الله الحصين بإصدار مؤلف جديد كان والده قد وضعه قبل انتقاله إلى رحمة الله وهو بعنوان: في زمن الصمــت.
وفي الصفحات الأولى كتب الأستاذ نبيل تحت عنوان: «أول الغيث في زمن الصمت»:
دخلت المكتب وبي مزيج من مشاعر أعلاها الحزن العميق، وأدناها الحسرة على توقف هذا القلم من المضي في سياحته الفكرية، وركضه في هموم الإنسان وحياته المعقدة العصية.
قلبت الكثير من الأوراق، ونظرت في ما بين يدي من مخطوطات جاهزة، وأخرى تنتظر الجهد والعناية، وتملكتني الدهشة حين وقعت يداي على مسودة هذا الكتاب «في زمن الصمت» موسوم بختم الإجازة للطباعة والنشر منذ سنوات ولكنه لم ينشر، فجالت في خاطري جملة من الأفكار والرؤى، فلئن كان والدي ـ يرحمه الله ـ قد أدى فرضه من حيث الكتابة، وطرح الأفكار، فإن العناية والاهتمام بهذا الإرث الأدبي والفكري حري بأن يجد الاهتمام والرعاية، وأن لا يكون حبيس الأدراج، ورهين الصمت، خاصة وأن ما فيه من أفكار ومواضيع تتعدى المحيط الشخصي الذاتي، وتنبسط لتشمل الهم الاجتماعي والوطني والقومي أيضا، ومن هنا يزداد الأمر أهمية، وتستشعر المسؤولية في إظهار هذا المنجز الفكري إلى العلن، ونشره بحيث يكون متاحا ومشاعا للقراءة والنظر والمناقشة.
ثم يختم كلمته بقوله: فإن ما فيه من تحليلات وتوقعات تتجاوز حاجز الزمن، وتؤكد حضورها في الراهن المعاصر.
 «في زمن الصمت» هو الاستهلام، آملا أن يجد فيه القارئ ما يحفزه على القراءة والاستمتاع والفائدة، وراجيا من الله كذلك أن يوفقني لاستكمال نشر بعض ما خطه قلم الوالد عليه رحمة الله.
لذا سنظل ننتظر المزيد مما خلفه الكاتب الكبير الأستاذ عبد الله الحصين عليه رحمة الله، خاصة وأن ما احتواه كتاب «في زمن الصمت» رائع في موضوعاته مضيء الأفكار التي جسدتها الحروف.
آيـــة: يقول الحق سبحانه وتعالى بسورة آل عمران: (فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين).
وحديث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: علم ينتفع به، أو صدقة جارية، أو ولد صالح يدعو له. 
شعر نابض: للشاعر حمزة شحاتة يرحمه الله قوله:
لا تقولي أخشى عليك العــوادي
أي شيء أبقت عــواديك مني؟


فاكس: 6671094


aokhayat@yahoo.com

للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة