جذب الحنين الفنان هشام عبدالحميد الى الشاشة الذهبية مجددا، بعد نجاح فيلمه «خريف آدم» سنة 2002، وتناول من خلاله مشكلة «الثأر»، فحاول أن يعيد الكرة من خلال أحدث أفلامه «أيام صعبة» باحثا عن نجاح جديد ولكن لم يحالفه الحظ هذه المرة، رغم ما بذله من جهد في هذا الفيلم، ورغم استفادته من قدرته على التجسيد والتعبير الفني التي ظهرت في هذا الفيلم على أكثر من مستوى، ومنها تعبيره في مشاهد «رقصة العنكبوت» التي وظفها الفيلم كنوع من التنفيس للإنسان عن غضبه والخروج من أزماته الداخلية، ورغم ذلك ضاع جهد هشام عبد الحميد وسط أحداث غير منطقية وبناء درامي مهترئ وبطء إيقاع لا يناسب طبيعة الفيلم البوليسي وإخراج افتقر للترابط الفني وعانى من عيوب في المونتاج. حاول فيلم «أيام صعبة» سيناريو وحوار محسن يوسف وبطولة هشام عبد الحميد وسلوى خطاب ومحمد نجاتي وراندا البحيري وانتصار وباسم سمرة، أن يقدم رسالة مهمة لجمهوره تبرز حقيقة ان العنف لا يحقق العدالة، وتؤكد قناعاتنا أن القاتل يقتل ولو بعد حين، لكنه فشل في توصيل هذه الرسالة سواء للجمهور المتلقي أو للنقاد أيضا.
اعتمد الفيلم على تقديم جريمة قتل لم تقنع الجمهور، ويتهم بارتكابها شخص بريء ويعدم ظلما، والغريب في هذا الفيلم انه يبدأ بصوت الراوي ليقدم أسطورة من العصر العثماني «الدفتردار»، التي تدور حول الملتزم الذي يجمع الضرائب من الفلاحين حيث يتوجه إلى أحدهم مطالبا إياه بدفع ما عليه من ضرائب.. ولعدم مقدرة الفلاح على السداد يأمر الملتزم بذبح بقرته وتقسيمها إلى ستين جزءا ويجبر أهل القرية على شراء كل جزء بثلاثين دينارا لسداد ما على الفلاح من ضرائب، ويتقدم الفلاح باكيا بشكوى إلى «الدفتردار» الذي يقوم بدوره بذبح الملتزم وتقسيمه إلى ستين جزءا وبيعه إلى الفلاحين وكل جزء بثلاثين دينارا، لكي يوفي الفلاح حقه المسلوب. وهذه الأسطورة لم يفلح لا السيناريو ولا الإخراج في توظيفها فنيا داخل أحداث الفيلم، حيث شعر الجمهور أنها مقحمة على الأحداث وليس لها أدنى علاقة بطبيعة هذا الفيلم البوليسي.
قصة فيلم «أيام صعبة» تدور حول جريمة سطو مسلح على المذيع الشاب أسامة ابن إعلامي كبير (هشام عبد الحميد)، الذي يذهب مع خطيبته (راندا البحيرى) إلى إحدى المناطق العشوائية دون مبرر واضح سوى استلام ستائر عش الزوجية، ويتعرض المذيع للقتل في حادث سطو على سيارته، وتصاب خطيبته في الحادث. ويقوم ضابط المباحث بإلقاء القبض على شخص بريء حتى تنتهي القضية، وبالفعل يتم إعدامه في الوقت الذي تظهر بعد ذلك براءته ليفصل ضابط المباحث، ويعاقب بالسجن المشدد، مما يدفع الإعلامي الكبير إلى البحث عن القاتل الحقيقي لابنه لتكشف الأحداث عن ان القاتل الحقيقي هو بائع الستائر.
غلف الفيلم منذ لحظاته الأولى بأجواء مأساوية، وهو ما أشعر المتفرج بالكآبة التي دعمتها عوامل أخرى مثل عدم ترابط أحداث الفيلم وبطء الإيقاع الذي لا يتناسب طبيعة الأفلام البوليسية. ومع ذلك فإن الفيلم لم يخل من مشاهد إنسانية ومنها عندما شعور الأب هشام عبد الحميد بتأخر ابنه عن العودة، وفي لحظات انتظاره يغفل دقائق ويشعر بأنه وصل المنزل ويقوم باحتضانه ويقبل الابن يديه.. ثم يصحو فجأة ليكتشف انه حلم ثم يتلقي خبر مقتله. ومنها أيضا اللقطات التي تجمع بين الأب وروح ابنه التي تسير بجواره في مشاهد عديدة ويشعر بها الأب.
الفيلم تعرض لانتقادات كثيرة، ولم يشفع العدد الكبير للأفيشات التي تملأ الشوارع والميادين في جذب الجمهور، وصنف في تقديرات النقاد على انه فيلم باهت بسبب ان أحداثه تدور بشكل غير منطقي.
«أيام صعبة» يفتقر لسرعة الإيقاع والبناء الدرامي
18 أبريل 2009 - 22:06
|
آخر تحديث 18 أبريل 2009 - 22:06
تابع قناة عكاظ على الواتساب
قراءة: هناء البنهاوي ـ القاهرة