قرأت في ملحق الدين والحياة الصادر مع عدد جريدة «عكاظ»، العدد (15517)، ما أكد عليه رئيس المحكمة الجزئية في محافظة جدة من أهمية معالجة ظاهرة المسترجلات، مشيرا إلى أن التعزير كفيل بإيقاف مثل هذه الظواهر أو تقليلها.
وتفاعلا مع هذه الظاهرة الغريبة على مجتمعنا والمخالفة لتعاليم ديننا، ومشاركة مع ما أكد عليه فضيلته من ضرورة معالجة هذه الظاهرة، أؤكد أن هذه التقليعات النسائية الجديدة بدأت تتفشى في المجتمعات العربية، ومن تلك التقليعات التي بدأنا نقرأ ونسمع ونشاهد بعض مظاهرها في مجتمعنا السعودي ظاهرة تشبه النساء بالرجال «المسترجلات» وهي ظاهرة تسفر عن أوضاع لا تحمد عقباها، وتجلب شرورا تدفع بمجتمعنا المحافظ نحو كارثة تصيب المرأة المسلمة السعودية، وتؤدي إلى خراب في القيم والأخلاق، لأن ذلك التشبه خلل في الفطرة السوية التي فطر الله النساء عليها، فالمرأة مفطورة على رقة المشاعر ورهافة الأحاسيس وضعف البنية الجسمية وحب النعومة والدلال، وخلافه مخالفة لكافة الأديان السماوية والأعراف والتقاليد الاجتماعية وانتكاس في الفطرة السليمة، فقد «لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال»، رواه البخاري.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله «لعن الله المرأة، تلبس لبسة الرجل، والرجل يلبس لبسة المرأة».
قال الذهبي رحمه الله (تشبه المرأة بالرجل في الزي والمشية ونحو ذلك من الكبائر).
وقال الشيخ العثيمين رحمه الله: (لا يحل للمرأة أن تمارس من اللباس وغيره ما يختص بالرجال، لأن ذلك موجب للعنة الله، واللعنة هي الطرد والإبعاد عن رحمة الله، فتشبه المرأة بالرجل كبيرة من كبائر الذنوب).
ومن مظاهر استرجال النساء: التشبه بالرجال في لبس الملابس الخاصة بهم أو تفصيل ملابس كملابس الرجال، واستخدام الأدوات والأشياء المعروفة أنها للرجال، وكثيرة الخروج من المنزل بغير حاجة، ومزاحمة الرجال في الأسواق والأماكن العامة ورفع الأصوات معهم أو عليهم ومجادلتهم، وقص الشعر أو حلقه كقص الرجال وحلقهم لشعورهم، وتقليد الرجال في المشية والحركة والخشونة في التعامل والأخلاق.
ومن وجهة نظري، أن تشبه النساء بالرجال يرجع إلى عدد من الأسباب أهمها: ضعف الإيمان والحياء، لأن الوقوع في مثل هذه المعصية ناتج عن نقص في الإيمان، وضعف لمراقبة الله عز وجل، ولأن الإنسان إذا لم يستح فعل ما يشاء، يقول ابن حجر رحمه الله: (ليس عجبا ما نراه من منكرات الأخلاق، إذا علمنا أن رادع الحياء قد مات، فالذي لا يستحي عادة يصنع ما يشاء بلا حرج من أحد)، ومن الأسباب عدم التربية السليمة، فالمرأة التي تعيش في ظل بيت تنعدم فيها التربية الصالحة ويسوده الانفتاح غير المنضبط، معرضة لارتكاب المخالفات الشرعية ومعارضة القيم الاجتماعية. كما أن لوسائل الإعلام بمختلف أشكالها وأنواعها المرئية والمسموعة والمقروءة من خلال ما تبثه وتنشره من أفكار ـ عبر برامجها ـ وما تعرضه من أنواع الملابس الفاضحة والمشابهة لملابس الرجل باسم الموضة والأزياء، دور في إغراء المرأة وتشجيعها في التمرد على دينها ومبادئها السليمة وعلى رفض قوامة الرجل، ومن الأسباب كذلك شعور بعض النساء بالنقص النفسي وحبهن للفت الأنظار، فبعض النساء يشعرن بالنقص، ولسد ذلك النقص تفرض الواحدة منهن شخصيتها عن طريق التشبه بالرجال في اللبس والتصرفات.
كما أن لضعف التحصيل الشرعي عند المرأة وحبها للتقليد والرفقة السيئة وكثرة حضور الحفلات ـ خصوصا حفلات (دي جي) ـ والمناسبات الكبيرة والمفتوحة دورا كبيرا في مخالفة الفطرة السوية.
وأرى أن من أهم وسائل العلاج لهذه المخالفة الشرعية والفطرية: تربية الفتيات على الالتزام بتعاليم الشرع الإسلامي، وتربيتهن على حب الرقة والنعومة والحياء، وعلى الاعتزاز بنفسها وجنسها ومكانتها كامرأة، وأن تسهم وسائل إعلامنا في معالجة هذه المخالفة بالبرامج التوعوية والتربوية، وبعدم عرض البرامج التي تشجع الفتيات على ارتكاب تلك المخالفة. كما أن لاستشعار أفراد المجتمع بأن هذا منكر، يجب إنكاره تحقيقا لقوله تعالى: «ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض، للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن، واسألوا الله من فضله، إن الله كان بكل شيء عليما».
حمد بن عبد الله القميزي ـ الخرج
تعقيباً على رئيس المحكمة الجزئية في جدة
ظاهرة المسترجلات.. مرض نفسي وخلل في فطرة المرأة
17 مارس 2009 - 21:04
|
آخر تحديث 17 مارس 2009 - 21:04
تابع قناة عكاظ على الواتساب