برزت في الآونة الأخيرة في الساحة الفنية مجموعة من الأسماء الشعرية الجديدة التي أثرت الساحة الغنائية بعطاءات ملفتة للمتلقي، مما يجبر الكثير من الفنانين للسعي وراء التعاون معها والحرص أن تكون ضمن أقرب الخطوات القادمة، ومن بين تلك الأسماء، ظهر اسم الشاعر أحمد، الذي اكتفى بهذا المسمى ربما لجس النبض ومعرفة مدى نجاح أعماله التي أخذ في تقديمها للمستمعين تباعا، فكانت البداية قوية للغاية مع الفنان طلال سلامة والملحن عبدالله البريكان في أغنية (أقلها أسأل علي)، فقدم فيها البريكان لحنا يتفاعل مع المفردة ويعبر عنها ويصورها بأسلوب يشد للوهلة الأولى، حين يتجلى في الاستهلال تلك الصيغة التعجبية:
اقلها أسأل عليّ!..
شوف ميت ولاّ حي!
ليتبعها الشاعر بصيغة استفهامية تترافق وتقترن مع التعجب، فتخلق حالة تمازج بين الرؤية اللحنية المتماسكة مع الحالة الشعرية، يضاف إليها الأداء المتناغم من قبل طلال سلامة، الذي أضفى الكثير للعمل:
ولا الفرح مستكثره
يسكن في قلبي ولو شوي؟!
ليصل النص إلى العقدة التي تتسابق الفكرة لإيصالها والمتمثلة، بأن كل هذه الأسئلة هي في محصلة إلى شيء هام وضروري، يتعلق باستمرارية الحياة وتشابكها وارتباطها وتوطيد العلاقة مجددا.
كما نستطيع القول بأن هذه التجربة مع الفنان طلال سلامة، كانت تمهيدا قويا، بأن لدى (أحمد) الكثير من الأعمال الجيدة التي تعتمد على مخاطبة المستمع بلغة هادئة بعيدة عن العبرات المتشنجة والدموع المسكوبة، معتمدة على البساطة بصيغ شعرية غير معقدة، تستطيع أن تخترق وجدان المستمع سريعا، وخصوصا إذا ما ترافقت مع لحن ينسجم معها.
لذا كانت تجربته الجديدة مع الفنان راشد الماجد في أغنية (اللي لقى أحبابه)، استمرارا للنجاح، وذات طعم جديد لم يتغير من ناحية النهج الشعري، بقدر ماتغير من حيث مضمون الفكرة، واللحن الذي صاغه الملحن العراقي وليد الشامي، فبرز هذا العمل الذي انتهى من تصويره الماجد، بأسلوب يستلهم من المثل الشعبي استهلاله، ثم يبحر في تشخيص الحالة بشفافية متناهية ودقة على تصويره:
اللي لقى أحبابه.... نسى أصحابه
يادنيا .. ياغرابة
كان العشم يبقى لي ... ويموت فيني لحالي
لاما طرى في بالي .. كذا الغالي الغالي
ينسى ويطول غيابه ....
يادنيا ياغرابه
ثم يعود الشاعر لوصف القصة وتداعياتها والحالة السابقة ومقارنتها بالواقع الحالي، ومن ثم يترك له الفرصة للتجربة، مع فتح الباب مشرعا للعودة مجددا، إذا ما انتهت هذه الحالة الطارئة:
لكن طريقه اختاره
خلوه يشوف ويجرب
ومايلقى غيري حبيب
وان كان معدنه طيب... وأنا الطيب
وقلبي فاتح ابوابه
يادنيا ياغرابه
ونستطيع القول إن التنوع الذي يتبعه (أحمد) في نصوصه الشعرية، يفتح له أفقا أكثر ويجعله يبتعد كليا عن التكرار في أعماله، كما يحفز الكثير من الفنانين للتعاون معه، ويدلل على أن هناك أعمالا جديدة أخرى في طريقها من خلال عدد من الأصوات.
بعد هذه الأعمال الناجحة هل يكشف الشاعر (أحمد) عن هويته؟
بعد نجاحه مع سلامة والماجد
هل يكشف شاعر الأغنية «أحــمــد» عــن هـويــتـه
1 يناير 2009 - 19:04
|
آخر تحديث 1 يناير 2009 - 19:04
هل يكشف شاعر الأغنية «أحــمــد» عــن هـويــتـه
تابع قناة عكاظ على الواتساب
نضال قحطان - جدة