تابعوا عكاظ على
Google News Account
كشفت تقارير أن أسطورة يرددها الكثيرون تقول: إن عليا بن أبي طالب رضي الله عنه ضرب القائد اليهودي مرحب بسيفه من الأعلى فشجه مخترقا جسده حتى ارتطم بالأرض, وما إن رفع رضي الله عنه سيفه المضرج بدماء اليهودي حتى فاضت من موضع الضربة عين سميت باسمه, ولا توجد مصادر تاريخية تؤكد القصة لذا يطلق عليها أسطورة وهي من بين عدة أساطير تنتشر بكثرة في خيبر. والعجيب أن هذه القصة التي يتداولها الناس لها ما ينافيها في كتب التاريخ, فعندما جاء الذكر على غزوة خيبر ذكر المؤرخون أن جيش المسلمين احتشد أمام حصن الناعم - وليس القموص كما تقول تلك الأسطورة - الذي احتمى به اليهود لأنه قوي, ويعد أول خط دفاعي من الناحية الإستراتيجية, ومنه بدأت الحرب.
ويقول المؤرخون حول ما حدث عند حصن الناعم: كان هذا الحصن هو حصن مرحب البطل اليهودي الذي كان يعد بالألف, وقد خرج علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالمسلمين إلى هذا الحصن, ودعا اليهود إلى الإسلام فرفضوا دعوته, وبرزوا إلى المسلمين ومعهم قائدهم مرحب, فلما خرج مرحب إلى ميدان القتال دعا إلى المبارزة.
وفي هذا المشهد قال سلمة بن الأكوع: فلما أتينا خيبر خرج ملكهم مرحب يخطر بسيفه يقول: قد علمت خيبر أني مرحب.. شاكي السلاح بطل مجرب.. إذا الحروب أقبلت تلهب. فبرز له عمي عامر فقال: قد علمت خيبر أني عامر.. شاكي السلاح بطل مغامر, فاختلفا ضربتين, فوقع سيف مرحب في ترس عمي عامر, وذهب عامر يسفل له, وكان سيفه قصيرا, فتناول به ساق اليهودي ليضربه, فيرجع ذباب سيفه فأصاب عين ركبته فمات منه, وقال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: "إن له لأجرين - وجمع بين إصبعيه-".
قتال مرير
وأوضح المؤرخون أن مرحب دعا بعد ذلك إلى المبارزة مرة أخرى وجعل يرتجز بقوله: قد علمت خيبر أني مرحب.. شاكي السلاح بطل مجرب.. إذا الحروب أقبلت تلهب.. فبرز له علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال سلمة بن الأكوع عن هذا المشهد: فقال علي بن أبي طالب أنا الذي سمتني أمي حيدرة كليث غابات كريه المنظرة.. أوفيهم بالصاع كيل السندرة.
فضرب رأس مرحب فقتله ثم كان الفتح على يديه، ولما دنا علي رضي الله عنه من حصونهم أطلع يهودي من رأس الحصن: وصاح من أنت؟ فقال: أنا علي بن أبي طالب فقال اليهودي: علوتم وما أنزل على موسى.. ثم خرج ياسر أخو مرحب وهو يقول: من يبارز؟ فبرز إليه الزبير فقالت صفية أمه: يا رسول الله، يقتل ابني، قال: بل ابنك يقتله فقتله الزبير. ويروي المؤرخون أن قتالا مريرا دار حول حصن ناعم قتل فيه عدة سراة من صناديد اليهود وانهارت لأجله مقاومتهم وعجزوا عن صد هجوم المسلمين.. ويؤخذ من المصادر أن القتال دام أياما لاقى المسلمون فيها مقاومة شديدة، إلا أن اليهود يئسوا من هجمات المسلمين فتسللوا من هذا الحصن إلى حصن الصعب بن معاذ فاقتحم المسلمون حصن ناعم وفتحوه. وبالتالي فإن هذا السرد التاريخي الموجود في بعض المصادر المعروفة ينفي تلك الأسطورة التي صدق بها الكثير وآمن بها من آمن.
ولكي تتضح صورة المنطقة التي يعود وجودها إلى آلاف السنين قبل الميلاد بات من الضروري استعراض الحقب الزمنية التي مرت بها لمعرفة كيفية دخول اليهود إلى خيبر بالاضافة الى استعراض الآثار التي أثارت عاصفة من الجدل بين العلماء حين اختلفوا حول ترجمة ما أخرجته خيبر من جوفها وفق تسلسل زمني بحسب ما هو موثق لكن المميز في كل القصة هو أن كل شيء يمر وينتهي، وخيبر تبقى خيبر.
أخبار ذات صلة
 
كفوف ورسوم
من ينقب في كهوف يخبر وصخورها يجد رسوما كثيرة ومنتشرة، لكن الأعجب فيها هو الأكف المطبوعة التي تشبه تماما تلك الموجودة حول مدخل كهف جانين في حائل، وقد أرجعه علماء الآثار إلى تاريخ العصر الحجري القديم.
أما الرسوم الصخرية التي لا تكاد تخلو منها منطقة في الجزيرة العربية فهي لا تزال إحدى أبرز سمات عصور ما قبل التاريخ، وتعد الرسوم والنقوش أهم مصادر دراسة حقب ما قبل التاريخ.
ولمن يستكشف في المنطقة سيجد هناك موقعا يدعى حدب الحمر بين خيبر والحجر (مدائن صالح) ويعتبر من أهم مواقع الرسوم الصخرية في شمال الجزيرة العربية لأنه يحتوى على ما يعتقد أنها أقدم رسوم لأبقار وحشية وخيول رسمت بطريقة الحفر العميق.
والمتأمل في تلك الرسوم يكتشف أنها متشابهة مع نمط منطقة بعيدة عنها تسمى كلوة وتقع في شمال شرق تبوك.
وهيئة الزخرفة التي نفذها أولئك الرسامون في أبدان الأشكال الحيوانية تشير إلى أنهم كانوا يعيشون خلال فترة زمنية قصية تصل إلى 1005 قبل الميلاد عندما اعتمدوا وضع دوائر، ونقاط فوق كل رسم يرسمونه.