.. يظل يوم بدر ما امتد التاريخ، وطال الزمان يوماً أغر في تاريخ الأمة الاسلامية لما تحقق خلاله من نصر للمسلمين أعز الله به دينه الذي بعث به نبيه سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور. وفي كتاب أنيق وضعه معالي الدكتور محمد عبده يماني بعنوان: «بـدر.. يوم الفرقان.. يوم التقى الجمعان».. وهي أول غزوة يغزوها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هجرته إلى المدينة المنورة، وهي الحدث الرابع من الأحداث العظمى التي وقعت على التوالي منذ نزول القرآن على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في غار حراء فقد كان هذا الحدث العظيم هو الأول ثم كانت حادثة الاسراء والمعراج، تلك المعجزة العظيمة التي نزلت فيها سورة كاملة من القرآن وتحدث عنها القرآن في أكثر من مناسبة ثم حادثة الهجرة بعد أن عانى ما عانى عليه الصلاة والسلام وصبر وتحمل أذى قريش وصلفها وأذيتها.
وجاء الإذن بالهجرة إلى المدينة المنورة.. ثم جاءت هذه الغزوة الكبرى التي كانت علامة بارزة وحدثاً عظيماً زلزل كيان قريش التي استهانت بالأمر وتغطرست وتكبر زعماؤها.. وشاء الله عز وجل أن ينصر عبده ورسوله ويؤيده، فمزقهم وهزمهم وردهم على أدبارهم خاسرين.
ولاشك أن معركة بدر لم تكن هي الهدف من خروج النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى تلك القرية بل كان عليه الصلاة والسلام يريد أن يتعرض لقافلة قريش القادمة من الشام تحمل تجارة قريش حتى يشعرهم بأن معسكر المدينة لم يعد ذلك المعسكر الضعيف وأنه لن يقبل ما يجري في مكة من ظلم وقسوة ونهب لأموال المسلمين الذين بقوا في مكة يعانون من الذل والهوان على أيدي أعداء الإسلام. تلك كانت رغبته صلى الله عليه وسلم ولكن إرادة الله أكبر وعلمه عز وجل أوسع فقد تحولت القضية بكاملها من مجموعة من الرجال صحبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم في حدود (313) من رجال المسلمين إلى معركة عظيمة وحادثة غيرت مسيرة الجهاد والدعوة وزلزلت كيان المشركين وأذلتهم». والكتاب يرصد بدقة سير المعركة ونتائجها التي كانت مشرق النور لانتشار الإسلام مع صور لأرض المعركة ومثوى الشهداء رضي الله عنهم، فتحية لمعالي الدكتور محمد عبده يماني الذي أثرى المكتبة الإسلامية بمؤلفاته عن السيرة.
* آيــــــــــة :
يقول الحق سبحانه وتعالى بسورة «آل عمران»: (ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون).
* وحديث :
صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال يوم بدر: «والذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر إلا أدخله الله الجنة».
* شعر نابض :
قال الشاعر:
رددوها عســـى تعود رؤاهــا
واصنعوا اليـــوم مثلها أشباها
واملأوا الروح من هواتف بدر
واطلبوا العـز في طريق هداها
علّ يـــوماً يعزنا مثل بـــــدر
ويـــداوي من النفوس أساها


للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم
88548 تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة