«هندسة نووية», «إعلام» تخصصان من التخصصات ثقيلة الوزن, قيمة الاعتبار, محركة للسياسة الخارجية لكن مع هذا فإن خريجي هذين القسمين من أتعس الناس حظاً وأبعدهم وظيفة, بل إن الأول صاحب الهندسة النووية تتغافله العيون ويتجاهله الناس لأنه مطارد عالمياً, حتى أنه إذا تقدم لبعض الجهات صرخوا في وجهه قائلين: هندسة نووية يالطيف أخرجوه ولقد رأيت أحد خريجي هذا القسم يعمل عملاً إدارياً بألف وخمسمائة ريال في دائرة يمكن أن يكون مكانه حامل شهادة ابتدائية, إن الهندسة النووية علم وتخصص, مجال خريجيه هو مزيد من الدراسة والأبحاث وفتح المعامل وتوظيفهم على وظائف مساعدي باحثين والاهتمام بهم هو اهتمام بشأن الأمة والوطن وتعجب من أساتذة في هذا التخصص يحملون أعلى الشهادات ثم هم يقومون بأعمال إدارية يمكن أن يسد مسدهم من ليس في تخصصهم, صحيح أن هناك موجة عاتية مرت على المنطقة جعلت الناس تتبرأ من كل شيء له علاقة بالهندسة النووية ولكن الوضع اليوم يختلف فالمنطقة تتأجج بالمفاعلات النووية وإيران وحدها لديها العشرات من الأساتذة المتخصصين في هذا المجال ولديها من المعامل والمفاعل والأبحاث والدراسات مايؤهلها بأن تكون مناوئة وقد بدأت دول الخليج والمملكة بتبني المشاريع النووية للأغراض السلمية وهو اهتمام يقدر لها عالمياً ولعل في مثل هذه المشاريع مايجعل فرصة للوظائف لخريجي هذا التخصص.
أما الإعلام فقد بعث إلي الأسبوع الماضي أحد خريجيه رسالة تقطر أسىً وحسرة وهو الخريج خالد السلمي حيث له أكثر من عام وهو يبحث دون جدوى ليتوظف أخيراً بألف وثلاثمائة ريال في تخصص بعيد عن تخصصه ووضع كهذا يوحي بإشكالية صعب على المسؤولين حلها, وهي خريجون بلا وظائف وسيل من الأعمال في الشركات والقطاع الخاص يندر أن تجد بينهم سعودياً, وقد حدثني أحد الأبناء الخريجين الذين يعملون في شركة سعودية مشهورة تعمل في وسط جدة وهو خريج هندسة مدنية بأن جميع المهندسين غيرالسعوديين (من دولة عربية) الذين يعمل معهم مصممون على تطفيشه وإبعاده كما أبعدوا من قبله وهو يكافح لا ليتعلم منهم وإنما ليحافظ على مصدر رزقه فقط.
skarim@kau.edu.sa
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 120 مسافة ثم الرسالة
بين «النووية» والإعلام
29 أكتوبر 2008 - 20:23
|
آخر تحديث 29 أكتوبر 2008 - 20:23
تابع قناة عكاظ على الواتساب