-A +A
د. رشيد بن حويل البيضاني كاتب سعودي RAlbaidhani@
قيل: «عندما يغلق باب ينفتح باب آخر، لكننا غالباً ننظر طويلاً وبحسرة إلى الباب المغلق»، العالِم والمخترع «الكسندر جراهام بيل».. وأقول: العاجز عن مواجهة مشاكله يغلق أبواب فرص حياته، ومن أراد أن تنكسر أمامه الأبواب المغلقة فعليه بالمداومة على «الاستغفار».. إذن؛ ما الطرق التي تفتح لنا أبواب الحياة التي يراها بعضنا مغلقة؟ وكيف نتعرَّف على الصعوبات التي تعيق مسيرة حياتنا؟

•• •• ••


حين نفتح لأنفسنا يومياً أبواباً من الأمل؛ سنجعل حياتنا مثل ابتسامة وردة بحصولها على قطرة ندى آتية لها من الكون.. وعندما نفتح نوافذ حياتنا كل صباح على الأماني الواسعة؛ تشرق شمسنا لتمنحنا مساحة أكبر من التفاؤل في زمن لا يتوقف.. ومن لم يرَ الأبواب الكثيرة التي تفتح أمامه يومياً، سوف تدهمه حياة مليئة بالعقبات والصعوبات، ولن تمنحه الحياة إلا التعاسة.

•• •• ••

بين أبواب مفتوحة تُدخل النور لجدران قلوبنا، وأخرى مغلقة ترعبنا وتحرمنا السعادة؛ إما شعور بنظرة فرح، أو اعتلال بعتمة إرهاق.. وبين نفس مرفوعة فتحت المُسكَّر، وروح مرتخية أغلقت المُيسَّر؛ أحاسيس وجدانية مخبوءة، إما قوة تنمو يومياً، أو خواء قاتل روحياً.. وبين آمال مفتوحة بقيمة النفس، وإيحاءات خاوية بهزيمة الذات؛ أما إكمال رحلة الدنيا بإيجابية، أو موجة تمرد سلبي لفرص الحياة.

•• •• ••

في الأنين الصامت والرنين الشامت للأبواب المغلقة؛ لقطات تائهة لصور مغلقة من الابتئاس والخيبة تشوه الواقع وتنبئ بكارثة حياتية للإنسان.. ومن يغلق أبوابه أمام فرص الحياة كالذي يغلق حانوته في وجه الرزق؛ سوف يعيش حالة كئيبة حزينة فينعزل عن الناس.. أما من ينفض مشاهد إغلاق الحياة بروح جليلة؛ فسيصبح كخلية نحل يضع الفكرة على الفكرة، فيمتلك قدرة التحكم في حياته.

•• •• ••

عند كلام «الجاحظ»: «العاقل يعلم متى يتكلم، وكيف يتكلم، ومع من يتكلم»؛ تأكيد أن «الرغبة» هي سر النجاح الحقيقي للإنسان.. وأولئك الخارجون عن المألوف، الممتلئون بالحيوية والصلابة، الصانعون بريق الإتقان؛ يمتطون ناقة الإنجاز، فيحولون الجمرة المتقدة إلى خصلة من نور.. فإذا كانت الحياة دميمة عابسة عند المنحوسين المتطيرين؛ فإنها مُبهرة مُشرقة لدى المؤمِّلين المنشرحين، كقهوة تفوح بالهيل الفاخر تروق لمرتشفيها.