-A +A
هيلة المشوح
من المبهج أن تصبح السعودية وجهةً لكل المبدعين في كل المجالات في العالم وفقاً لهذا التطور الهائل الذي نمر به وهذا الجذب الكبير للسائح والزائر من شتى بقاع المعمورة. ومن دواعي الفخر لكل سعودي أن يجد المسؤولين في وطنه يهتمون بكل تفاصيل المجتمع واهتماماته، ويؤكدونها ويبرزونها ويقدمونها للعالم كجزء من الثقافة والهوية.

ومن المؤكد أن مهرجان الوليمة للطعام السعودي، الذي تنظمه هيئة فنون الطهي، التابعة لوزارة الثقافة، خلال الفترة من 23 نوفمبر وحتى 2 ديسمبر المقبل، هو أحد مظاهر الاهتمام بالهوية السعودية، وبثقافة المجتمع وتراثه، وعاداته وتقاليده الأصيلة الذي ركز على استقطاب روّاد الأعمال والطهاة العالميين والمحليين وخبراء المطاعم والمزارعين والمهتمين بخلق فرص تعليمية وتجارية واستثمارية في هذا المجال، كما أنه يسهم في صناعة تجربة فريدة للزوار وسط أجواء شتوية ساحرة وأطباق فاخرة.


فكرة المهرجان فكرة رائدة وغير مسبوقة بهذا التنظيم والتنسيق، وللحق تستحق الإعجاب والتقدير، كما تستوجب الشكر لوزارة الثقافة وهيئة فنون الطهي، على تفرد الفكرة، وما تتضمنه من احتفاء بتراث المملكة وثقافتها الأصيلة، وترسيخ مكانتها محلياً وإقليماً وعالمياً، ويتمثل المعنى الحقيقي للمهرجان في كونه احتفالية سعودية فريدة بالثقافة الغذائية للمملكة العربية السعودية، كما يعد هو الأضخم من نوعه في الشرق الأوسط، ومن الأبرز في العالم، حيث يعمل على بناء مجتمع للمهتمين بمجال الإبداع بتنوع الأطعمة والطهي من الطهاة والجهات والشركات، ويقدم مجموعة من الفعاليات والأنشطة والتجارب، كما يستضيف نماذج من مطابخ العالم ليقدمها إلى المجتمع السعودي، مثل استضافة «اليونان» لعرض منتجاتها وأطباقها التقليدية لإبراز الثقافة الغذائية للدولة والتعريف بها ومد جسور التواصل مع الآخرين، بالإضافة إلى وجود تجمع «جوائز جورماند» لثقافات الطعام في الشرق الأوسط خلال المهرجان، لعرض ومشاركة الثقافة الغذائية الخاصة بهم.

«مهرجان الوليمة للطعام السعودي» يلاقي إقبالاً كبيراً من المجتمع والأسر السعودية، ومن الكثير من الزوّار من دول العالم والمهتمين بهذا المجال.. كما من المتوقع أن يصبح المهرجان أحد أهم الفعاليات في العالم خلال السنوات المقبلة، حيث نجحت المملكة في تسجيل حضورها وترسيخ ثقافاتها عبر العديد من المهرجانات والفعاليات الدولية، التي طبعت بصمتها وهويتها على الساحة الدولية ثقافياً وفنياً وترفيهاً، بل أيضاً طبياً واقتصادياً وصناعياً.

فالمهرجان بلا شك يبرز جهود المملكة ممثلة بوزارة الثقافة في الاهتمام بالطعام والطهاة باعتباره أحد الموروثات الوطنية الأصيلة، كما يعمل على إثراء المجتمع السعودي وتشجيع شباب الوطن المهتمين بتحويل هواياتهم إلى مشاريع تجارية، عبر جلسات نقاشية بقيادة شخصيات متخصصة وشركات مختلفة حول العالم، من أجل بناء علاقات وروابط تسهم في خلق فرص ومجالات عمل، من شأنها أن تدعم قطاع الطهي والعاملين فيه على مستوى المملكة، هذا فضلاً عن ما تضمنه المهرجان من عروض غنائية وفلكلورية مصاحبة لفنون الأطعمة كركيزة أساسية تبنى عليها المملكة حضورها الدولي وقوتها الناعمة بفنونها وتعدد ثقافاتها وأزيائها وأطعمتها الشهية.