-A +A
خالد السليمان
ليت المروءة بضاعة تشترى، فنهديها لمن يفتقرون إليها وتمتلئ نفوسهم بالنذالة، فهناك من ينفر من مساعدة الآخرين ويزيد عليها الميل لتعطيل مصالحهم والإضرار بهم، هؤلاء الأنذال لا تود أن تواجههم في حياتك، فهم أشبه بالأذى الذي يعترض طريقك، وتستنزف إماطتهم عن الطريق طاقتك !

كثيراً ما سألت نفسي عند مواجهة أمثالهم، ما الذي يدفعهم ليكونوا أنذالاً يؤذون الآخرين ويعطلون مصالحهم ويعرقلون معاملاتهم ويصدون عنهم الخير، أي مكسب من خسارة الآخرين، وأي سعادة من تعاستهم ؟!


هؤلاء محرومون من لذة الإنسانية، وسعادة المنح والعطاء، هم لا يعرفون مذاقها ولا يدركون قيمتها، يجذبهم الظلام لأن نفوسهم تعيش في سواده الدامس، تغلبهم مشاعر الحسد والغيرة، ويعيشون خصومة دائمة لأنهم أسرى نقمة تعليق تعاستهم على غيرهم، هم في الدرك الأسفل من المجتمع لأن النفس الرديئة تنجذب للقاع وتنظر للأسفل !

لم أواجه في حياتي شخصاً يفتقر للمروءة إلا ووجدته يفتقر غالباً للنبل والإحسان والحب والعطف والصدق والأمانة، وإن وجدت فمقاديرها متدنية وغير مؤثرة وتبرز عند تبادل المصالح وبروز بعض الحمية للعصبة، وتختفي في المواقف الحاسمة !

باختصار.. المروءة جوهر الإنسانية !