-A +A
خالد السليمان
أسوأ نموذج من المسؤولين هو الانتهازي الذي يستغل الإعلام لخدمة مصالحه، فيتودد عند الحاجة لتسويق مشاريعه ومبادراته، ويستفزع عند وقوعه في الزلل وتعرضه للانتقاد، ثم يصم آذانه عن الاقتراحات والنصائح والانتقادات عند تشبعه بالأضواء وعدم حاجته لدعم الإعلام!

المسكين لا يعلم أنه مؤقت والإعلام دائم، ومهما طال مقامه بمنصبه لابد وأن يحمل يوماً خارجه على إقالة أو إعفاء أو تقاعد، وعندها لن يجد من يطرق بابه ولا يسمع صوته، فعلاقة الإعلام والإعلاميين؛ صحفيين وكتاب رأي، بالمسؤولين مرتبطة بصالح المجتمع وخدمة الوطن، وبالتالي العلاقة ليست شخصية على المستوى المهني!


شخصياً لدي تجارب طويلة مع الكثير من الوزراء والقياديين، وتكونت لدي قناعات حول شخصياتهم قبل وأثناء وبعد تولي المسؤولية، منهم من تغير ومنهم من ثبت، ومنهم من ظن أن الغرور والتواضع ثوبان يستطيع التبديل بينهما متى ما تولى أو ترك المنصب!

غالباً يتمتع المسؤول السعودي بانفتاح على الإعلام ويُظهر تقديراً للإعلاميين واحتراماً لمهنتهم ويميز بين الصالح والطالح منهم، لكن هناك فئة انتهازية تظن خطأ أن استغلال الإعلام للتلميع وتوظيفه لصالح المسؤول وكأنه جزء من فريقه الإعلامي أمر مقبول، وهذا خطأ كبير يقع فيه غالباً المسؤولون الفاشلون الذين لا يتركون خلفهم إرثاً يذكر ولا مجداً يخلد!

لن أقدّم نصائح لبعض المسؤولين الحاليين، لكنني سأذكرهم بأن المنصب لا يدوم وإن طالت إقامته، وأن من يخلد الإنسان هو نجاحه وصدق تعامله، أما الإعلام فهو مرآة وليس أداة!