بايدن
بايدن
عمران خان
عمران خان
-A +A
كتب: فهيم الحامد Falhamid2@
أثارت سيطرة طالبان على زمام الأمور في أفغانستان الكثير من التساؤلات داخل باكستان حيال مستقبل العلاقات الباكستانية-الأمريكية. وترى بعض الأصوات في باكستان أن واشنطن ترغب في إلقاء مسؤولية سقوط أفغانستان في أيدي طالبان على إسلام آباد. ومع مرور ٤٥ يوما على سيطرة حركة طالبان على أفغانستان؛ بدأت التصدعات تظهر بين دول جوار أفغانستان وأمريكا التي قررت الانسحاب من أفغانستان بشكل مفاجئ؛ وتحديدا باكستان التي تشعر بأنها كبش فداء بعد طرح مشروع القانون الأمريكي حول دور إسلام آباد في سيطرة طالبان على أفغانستان؛ حيث قال رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، إن مشروع القانون الأمريكي الذي تم طرحه في مجلس الشيوخ أخيرا «أمر غير عادل»، مضيفا أنهم «يبحثون عن كبش فداء يجب أن يتوصلوا إلى حل ويفكروا في شعب أفغانستان». وتوقع خان أن الولايات المتحدة ستضطر عاجلاً أم آجلاً إلى الاعتراف بحكومة «طالبان» في أفغانستان. وكانت باكستان رفضت انتقادات الولايات المتحدة لجهودها في مكافحة الإرهاب، محذرة واشنطن من استخدامها ككبش فداء لفشل الجيش الأمريكي في الحرب الأفغانية. وأرجع رئيس التحرير السابق لمجلة «الإيكونيميست» البريطانية بيل إيموت مسؤولية الفشل في أفغانستان وعودة حركة طالبان إلى الحكم «إلى عجز باكستان والولايات المتحدة في التوصل لتفاهم في أفغانستان».

وجمدت أمريكا مشروع قانون المساعدات الأمريكية لإسلام آباد الذي ربط المساعدات لباكستان بإحراز تقدم في قمع التنظيمات الإرهابية ومتشددين آخرين يلقي بظلاله على العلاقات مع واشنطن. وبمقتضى مشروع القانون سيجري ربط المساعدات الاقتصادية والعسكرية الأمريكية في المستقبل لباكستان بالخطوات التي تتخذها إسلام أباد مثل القضاء على المعسكرات التدريبية للمتشددين، على حد زعم واشنطن.


يشار إلى أن باكستان اعتمدت في الماضي بشكل كبير على المساعدات المالية والعسكرية المقدمة من الجانب الأمريكي، إذ تشير بعض التقديرات إلى أن إسلام آباد ربما حصلت على 30 مليار دولار (25.5 مليار يورو) من الولايات المتحدة منذ عام 2001. وعانت باكستان بحسب الخبراء من خسائر كبيرة بسبب الجماعات الإرهابية منذ انضمامها إلى «الحرب على الإرهاب» التي أطلقتها الولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر، موضحين أن إسهامات إسلام آباد وتضحياتها ودورها كدولة ضمن التحالف ضد الإرهاب يتم إهمالها وعدم احترامها.

وشهدت العلاقات بين باكستان والولايات المتحدة فترات شابها التوتر الشديد خلال العقد الماضي، خصوصا بعدما عثرت الولايات المتحدة على زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في باكستان وقامت قواتها الخاصة بقتله في عام 2011. وتنفي إسلام آباد المزاعم القائلة بأن باكستان تساعد «طالبان» لإحكام سيطرتها على أفغانستان. ووصفت أخيراً مشروع القانون الذي قدمه أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي للتحقيق في دور إسلام آباد في سيطرة «طالبان» على أفغانستان مع روح التعاون بين باكستان والولايات المتحدة، لافتةً إلى أن مثل هذا المشروع القانوني المقترح «لا لزوم له، وضارٌّ». يشار إلى أن التحقيقات الأمريكية الموجهة ضد الأنشطة الباكستانية في أفغانستان كانت قد أثارت ردود فعل من قِبل السياسيين الباكستانيين داعين إلى عدم إلقاء اللوم على باكستان فيما حصل بأفغانستان. وكان 20 عضواً في مجلس الشيوخ الأمريكي قد أعدوا أخيرا مشروع قانون بعنوان «قانون مكافحة الإرهاب والرقابة والمساءلة في أفغانستان»، يطالب بإجراء تحقيق في دور باكستان في سيطرة «طالبان» على أفغانستان.