-A +A
حسين شبكشي
قيل قديما إن أحد أصعب وأعقد المناصب هو منصب وزير الإعلام؛ لما يتطلبه المنصب من إجادة مهارات التعامل مع الخطاب الإعلامي الموجه للداخل والخارج. وقد مر على وزارة الإعلام العديد من الأسماء المهمة والمؤثرة التي كان لها الأثر الواضح والبصمة اللافتة. أسماء كبيرة أمثال إبراهيم العنقري، محمد عبده يماني، علي الشاعر، فؤاد فارسي، إياد مدني، عبدالعزيز خوجة، ومن جاء بعدهم. ولكن يبقى الأب الروحي للإعلام السعودي هو الشيخ جميل الحجيلان أو كما يعرف بالمسؤول اللبق الأنيق. عندما كلف جميل الحجيلان بحقيبة وزارة الإعلام كانت وزارة الإعلام تعكس شخصية جميل الحجيلان نفسه في برامج الإذاعة والتلفزيون والصحافة المحلية. فاهتم الرجل بتأسيس نهج إعلامي ينقل أخبار الدولة والشأن العام بأسلوب جاد ووقور، وفي نفس الوقت كان اهتمامه الكبير بتأسيس الفن والمسرح والدراما المحلية بمضمون محلي بشكل فرض الإعجاب والاحترام في نفس الوقت، وكل ذلك (الجدية والوقار والاهتمام بالفنون والآداب وتشجيع الكوادر) هي صفات أساسية في تكوين شخصية الرجل لمن يعرفه عن قرب. وقد كانت مرحلة جميل الحجيلان في وزارة الإعلام مرحلة تأسيسية في غاية الأهمية، عرف عن الرجل فيها مهارة التحرك وسط التيارات المؤثرة المختلفة والخروج بمنتج نهائي ناجح وفعال ومؤثر. واستمر الشيخ جميل الحجيلان على نفس النهج حتى بعد خروجه من وزارة الإعلام ودخوله الحقل الدبلوماسي، والذي شهد تألقه اللافت والمهم والمميز بأدائه الاستثنائي في مهمته الجديدة سفيرا لبلاده في قلب القارة الأوروبية في العاصمة الفرنسية باريس، والذي كان فيها النجم الدبلوماسي المتألق، وكون علاقات مهمة مع الإدارة الفرنسية على كافة المستويات، انعكست بالإيجاب على العلاقات السعودية الفرنسية بشكل عام، لتتكرس سمعة الإدارة الناجحة التي عرف بها الدبلوماسي اللبق الأنيق. أسلوب اعتمد فيه على أن يكون النموذج بالأدب الجم واللفظ الراقي والعمل الدؤوب، وهي أساليب أثبتت جدارتها وأصبحت بصمة الرجل المعروفة عنه. وهذه البصمة الإدارية الخاصة به كانت له خير معين خلال توليه مسؤولية أمانة مجلس التعاون لدول الخليج العربي، لأنها ساعدته على التعامل في المواقف المتباينة والخلافات والاختلافات بين المسؤولين والدول الأعضاء. لا يزال الشيخ جميل الحجيلان -أطال الله في عمره- محتفظا برصيد اجتماعي عظيم من المحبة والتقدير والاحترام، ولا يذكر في المجالس إلا وتتوالى شهادات الثناء والاستحسان عن سيرته العطرة. عاش الرجل حياته بنفس الطريقة والأسلوب والنمط، وهو الذي يفسر حالة الرضا والسلام الداخلي العميق الذي لديه. إنه نهج الرجل اللبق الأنيق، نهج وأسلوب إداري فريد مثل الرجل نفسه.