هندية تخضع لقياس درجة الحرارة وهي تحمل طفلها في مركز للتطعيم.
هندية تخضع لقياس درجة الحرارة وهي تحمل طفلها في مركز للتطعيم.




أقارب متوفى بكوفيد يراقبون حرق جثمانه في محرقة في العاصمة نيودلهي.
أقارب متوفى بكوفيد يراقبون حرق جثمانه في محرقة في العاصمة نيودلهي.




امرأة تغطي أنفها لتصد الروائح المنبعثة من محرقة للموتى في نيودلهي.
امرأة تغطي أنفها لتصد الروائح المنبعثة من محرقة للموتى في نيودلهي.
-A +A
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
مهما حاول مسؤولون ومعلقون هنود ليَّ عنق الحقيقة، من خلال إعطاء بعض الأرقام معاني متفائلة، توحي ببدء انحسار الموجة الفايروسية الثانية التي تجتاح بلادهم؛ فإن الحقيقة التي لا مراء فيها تتمثل في أن الأزمة الصحية لا تزال مستفحلة، وأن الأرقام -قلت أو زادت عن مستوياتها السابقة- لا تزال مفزعة، وغير مطمئنة البتة؛ خصوصاً في ظل تباطؤ برنامج التطعيم الحكومي. فها هو ذا العدد التراكمي للإصابات يرتفع إلى 22.99 مليون إصابة، أدت إلى 250.025 وفاة؛ بعدما أعلنت الهند أمس (الثلاثاء) أنها سجلت 329.942 إصابة جديدة، و3876 وفاة خلال الساعات الـ24 الماضية. ومن مِحن كوفيد-19 الجديدة في الهند تفاقم ظهور مرض الفطار العَفَني، وهو فطر قاتل بنسبة 50% لمن يصيبهم من المتعافين من الوباء. وبسببه اضطر بعض الأطباء إلى استئصال بعض أعضاء وجوه المصابين لإنقاذ حياتهم. وقال الأطباء أمس إن الفطار العفني هو التهاب يصيب الغشاء المخاطي ويوجد الفطر المسبب له في التراب والخضار الفاسدة. وعادة ما يصيب المجرى الأنفي، ويتسلل إلى الدماغ، والرئتين لدى أشخاص غالباً ما يكونون مصابين أصلاً بمشكلات مناعية، كمرضى السكري. وكان هذا المرض نادراً جداً في الهند قبيل اندلاع نازلة كورونا. وذكرت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية أمس أن الأطباء في مومباي اضطروا إلى إخضاع المصابين لجراحات تم خلالها استئصال عظم الفك، والأنف، وتجويف العينين. وقال مدير مستشفى سفنستار بمدينة ناغبور (وسط الهند) براشات راهاتي إن الوضع الصحي المتعلق بكوفيد-19 تحسن بعض الشيء، لكن المشكلة الآن أننا نعاني من الحاجة إلى تنويم عدد متزايد من المصابين بالفطار العفني، الذي يعرف أيضاً بالفطريات السوداء. وتشير المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها إلى أن هذا الالتهاب يقتل 50% ممن يصابون به. والعلاج الوحيد لهذا المرض هو عقار مضاد للفطريات يتم حقنه بالوريد. لكن سعره أكثر مما يستطيع فقراء الهند؛ إذ تباع جرعة اليوم الواحد بما يعادل 33 جنيهاً إسترلينياً (165 ريالاً). وأعلنت ولاية غوجارات الأشد تضرراً من جائحة كورونا أمس أنها قررت إنشاء عنبر في جميع مستشفيات الولاية لتنويم مرضى الفطار الأسود. وأشارت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس إلى أن هذا الالتهاب القاتل ربما أضحى أكثر شيوعاً بسبب كثرة استخدام أنابيب الأكسجين الطبي لمساعدة مرضى كوفيد على التنفس بسهولة. وذكرت أن من ينجون منه يصابون بتشوهات فظيعة في الوجه، نتيجة استئصال الفك والأنف والعينين.

وفي ولاية أسام (شمال شرقي الهند)، استعدت السلطات لتوقعات علمية بتسارع في التفشي الفايروسي بالولاية لمستويات غير مسبوقة في بقية أرجاء الهند. وقال الخبراء الصحيون إن المدن الهندية في مناطق جبال الهملايا، وهي أقرب لميانمار وبوتان وبنغلاديش منها إلى نيودلهي، تشهد أيضاً تفشياً وبائياً متسارعاً. وقالت الحكومة الولائية في أسام إنها أضافت 1000 سرير للمشافي تحسباً للهجمة الوبائية المرتقبة. وأضافت أنها أقامت مستشفيين مؤقتين في ملعب لكرة القدم، وآخر للكريكيت. كما تم تحويل الجامعة الملكية في غوهاتي (عاصمة الولاية) إلى مستشفى سعته 430 سريراً.


وفيما أعلنت منظمة الصحة العالمية أمس الأول تصنيف السلالة الهندية المتحورة من فايروس كورونا الجديد «سلالة تثير القلق»، بعدما أشارت دراسات إلى أنها قادرة على التفشي السريع، وعلى تفادي بعض الأجسام المضادة الرئيسية التي تقوم بمهاجمة الفايروس في الخلايا؛ ذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أمس أن نحو نصف عدد الإصابات الجديدة في العاصمة لندن هي بالسلالة الهندية، التي صنفتها بريطانيا «سلالة مثيرة للقلق» الجمعة الماضية. وأشار تقرير حكومي إلى أن السلالة الهندية ربما حلت محل سلالة كنت البريطانية «إلى حدٍّ ما». وقالت الخدمة الصحية في إنجلترا أمس إنها رصدت 790 إصابة في المملكة المتحدة بالنسخ الثلاث من السلالة الهندية المتحورة. وأضافت الصحيفة أن الخبراء البريطانيين باتت بأيديهم أدلة على أنها أشد قدرة على الفتك، وأسرع تفشياً، وأقدر على مناوءة اللقاحات.

أعلن حاكم جزيرة بالي الإندونيسية وايان كوستر أمس الأول أن الجزيرة نجحت في تأمين نحو مليوني جرعة من لقاحي ساينوفاك الصيني وأسترازينيكا الإنجليزي، وتتوقع أن تتسلم 500 ألف جرعة إضافية قبيل نهاية مايو الجاري. وأوضح أن ذلك سيحقق للجزيرة التي تعتمد على السياحة بلوغ «مناعة القطيع»، أي تطعيم 70% من سكانها، لتصبح مفتوحة لاستقبال السياح الأجانب. وفي الولايات المتحدة أعلن مسؤولو منطقة لوس أنجليس، التي تعد الأكثر سكاناً في البلاد، أنها في طريقها لتحقيق «مناعة القطيع» بحلول منتصف أو أواخر يوليو 2021. وقالت مسؤولة صحية بالمدينة إن ذلك سيتحقق بتطعيم 80% من سكان المنطقة. وأضافت أنه تم حتى 7 الجاري تطعيم 59% من السكان البالغين في المنطقة بجرعة على الأقل من اللقاحات المضادة لكوفيد-19.

أعلن رئيس وزراء ماليزيا محيي الدين ياسين أمس الأول، وضع بلاده قيد ما يشبه الإغلاق الشامل لمدة شهر، إثر ارتفاع عدد الإصابات الجديدة بكوفيد-19. وأمر ياسين أفراد الشعب بعدم التزاور للتهنئة بعيد الفطر. وسيبدأ الإغلاق اليوم (الأربعاء)، ويستمر حتى 7 يونيو القادم. وأعلنت تايوان أمس تشديد التدابير الوقائية لمدة شهر، إثر ارتفاع عدد الحالات الوبائية. وقالت إنه يتعين حظر تجمع أكثر من 100 شخص تحت سقف واحد. ومنعت احتشاد أكثر من 500 شخص في الأماكن المفتوحة. وقررت سنغافورة إجراء فحص كورونا لجميع الكوادر الطبية في المستشفيات، بعد 34 إصابة في أحد مشافي المدينة. وأعلنت هونغ كونغ أمس أنها تخلت عن قرار إجبار العاملات المنزليات (نحو 380 ألفاً) على الخضوع لفحص كوفيد-19 للحصول على تمديد تأشيرات إقامتهن. لكن الرئيسة التنفيذية لهونغ كونغ كاري لام قالت إنه يتعين على العاملات المنزليات الخضوع للفحص بحلول 30 مايو الجاري إذا لم يخضعن للتطعيم.

آسيا تحت رحمة كورونا