-A +A
حسين شبكشي
لست من هواة متابعة إصدارات ما يكتب في مجال ما يعرف بتطوير الذات، التي أعترف أن لها حجما كبيرا من العشاق والمتابعين لابد من احترامهم وتقدير ذائقتهم. الكتاب الأهم الذي قرأته وينتمي لهذه الفئة من الكتب بالنسبة لي شخصيا كان كتاب «العادات السبع للناس الأكثر تأثيرا» لمؤلفه الأمريكي المعروف ستيفن كوفي، الذي كان له الأثر الإيجابي المهم واللافت على حياتي شخصيا. ولكن هناك نوعا آخر من الكتب ما تستهويني قراءتها والاندماج والغوص بين حروفها وكلماتها، وهي كتب السيرة الذاتية والشخصية؛ نظرا لما تحمله من مكاشفات جديدة واستثنائية. وقد سمحت محطات حياتي، والظروف المختلفة التي صادفتني فيها، أن ألتقي بشخصيات من مختلف المشارب وذات خلفيات ثرية ومتنوعة، ولكن تبقى الشخصية التي تركت عليّ شخصيا الأثر الأكبر والأهم هي شخصية الرئيس الجنوب أفريقي الراحل الكبير نيلسون مانديلا، لما للرجل من هالة استثنائية فيها الوقار والحكمة والتواضع والعمق. وفي سيرة نيلسون مانديلا هناك جملة بليغة استوقفتني طويلا، ومعناها أن كل إنسان فيه الخير والشر من يتغلب على الآخر ويؤثر على الإنسان في المرحلة النهائية يعتمد تماما على قرار الإنسان بالطرف الذي سيقرر «تغذيته» أكثر. وبعدها بفترة مرت علي جملة ثانية، في مقال رأي تقول: «جوع وأضعف وأخمد الجانب الضعيف الذي بك». ووجدت أنها المفهوم المبسط العملي لفكرة الجهاد مع النفس وتحقيقا للآية الكريمة (وهديناه النجدين). أي جانب في نفسك تغذي وتطعم وأي جانب تجوع وتضعف؟ سؤال للنفس مطلوب تكراره بشكل رقابي نمطي. هل جاهدت نفسك؟ أم أننا نمشي على سطر ونترك سطر. ملاحظة عابرة ولكنها عميقة من سيرة عظيمة لرجل استثنائي هي خلاصة تجربة حكيمة لحياة ثرية، هي هدية بقيت معنا بعد رحيل صاحبها لعلها تفيد.

كاتب سعودي


hashobokshi@gmail.com