-A +A
فهيم الحامد (الرياض) Falhamid2@
أضحى التقرير الاستخباراتي الأمريكي الظني المتعلق بقضية خاشقجي أضحوكة العالم كونه لم يطرح أمام الرأي العام أيّ دليل قانوني أو حسي، كرسالة نصية أو اتصال أو مقطع صوتي أو فيديو، يثبت ما جاء في التقرير، كما أوضح الأمير بندر بن سلطان في تصريحاته أمس، مضيفا أن تقرير الـ«CIA» هو «تقييم»، كما وصفَ نفسَه، وليس لائحة أدلة. وتابع قائلا «هناك ضعف آخر يعتري القيمة المعلوماتية لتقرير الـ«CIA»، إذ لم يستطِع الجزم بطبيعة النية الجرمية». ويذكِّر الأمير بندر أنّ «الولايات المتحدة لطالما تمسّكت بحقّها السيادي في رفض محاكمة جنود أمريكيين أمام قضاء غير القضاء الأمريكي، حتّى قضاء الحلفاء، كما في حادثة شهيرة مع بريطانيا». ومن الأهمية القول إن الأخطاء والتجاوزات تحدث في كل دول العالم مهما كانت قوة النظام، إلا أنه يحتم على الدولة معاقبة مرتكبي تلك التجاوزات واتخاذ أشد الإجراءات لضمان عدم تكرارها؛ وهو ما قامت به حكومة المملكة نصا وروحا.. ويمكن استذكار ما حصل في سجن أبو غريب من قبل عناصر من القوات الأمريكية الذين تجاوزوا الصلاحيات الممنوحة لهم وقاموا بتعذيب المساجين العراقيين ولم يكن يعلم بفعلهم الرئيس الأمريكي حينها ولا نائب الرئيس ولا وزير الخارجية. كما شاهدنا في الماضي كيف أن بعض التقارير الاستخبارية المبنية على استنتاجات خاطئة ترتبت عليها نتائج كارثية في منطقتنا، كالحرب على العراق التي بنيت على معلومات استخبارية خاطئة. لقد مثلت قضية جمال خاشقجي بالنسبة للمملكة عملا إجراميا بشعا ضد مواطن سعودي واتخذت المملكة كافة الإجراءات القضائية لمحاسبة المسؤولين المتورطين، إلا أن تقرير الـ«CIA» اعتمد على استنتاجات واهية ولن تفلح محاولات أعداء المملكة في تصوير هذه الاستنتاجات كحقائق بهدف تسييس قضية خاشقجي. ولا يمكن تجاهل ما نشرته الفاينانشال تايمز، في تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني، مؤخرا، أن «مستشارين بارزين في إدارة بايدن، حذروا من أن فرض عقوبات، على خلفية مقتل خاشقجي، سيؤدي إلى صدع كبير في العلاقات الأمريكية السعودية، التي تراها الولايات المتحدة ضرورية للغاية لأولوياتها الإقليمية، التي تتضمن إنهاء الحرب في اليمن، والتفاوض مجددا مع إيران». وقال بروس ريدل، الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه)، إنه يشعر بوجود انقسام كبير داخل إدارة بايدن حول الإجراءات التي يتعين اتخاذها. ان الشراكة بين الرياض وواشنطن تعتبر وقوية وتاريخية، والمملكة حليف استراتيجي للولايات المتحدة وتتطلع إلى تعزيز العلاقات معها في مواجهة التحديات المشتركة وتكثيف الجهود للتعاون في مختلف الملفات والمواضيع ذات الاهتمام المشترك بما يحقق مصالح البلدين. لقد فضحت حرب العراق استنتاجات االـ«CIA».. وماذا عن سجن أبو غريب؟ التقارير الظنية التي تضمنت «نتوقع ونتكهن».. أصبحت أضحوكة العالم.