-A +A
سمير خميس
‏مكثوا في بيوتهم طويلاً..

‏ثم لما خرجوا إلى الشارع اكتشفوا أنهم نسوا أسماء الأشياء من حولهم..!!


‏نشرة الأحوال الجوية أرادت تنبيههم من عاصفة رملية تقترب.. لكنّ مذيع النشرة تعثر عند اسمها.

‏مهرّج المدينة حاول أن يقيم عرضه الأول بعد انقطاع طويل.. لم يعرف اسم المكان حيث يقيم مسرحه.

‏عاشق قرر أن يكتب لحبيبته.. نسي اسمها، ولم يفعل..!!

‏عندها

‏ صاح نساء المدينة وناسها:

‏لا بد من تدخل الجهات المعنية.

‏فكُوِّنت لجنة مهمتها إعادة تسمية الأشياء بما يتناسب مع اللحظة التاريخية التي تمر بها المدينة!

‏استبشر الأهالي بالقرار، وتداعت نشرات الأخبار لتذيعه:

‏لجنة بصلاحيّات كبيرة لإنقاذ المدينة من شبح النسيان!

‏كان الأمر بسيطاً، أو هكذا ظُن.

‏في البداية احتاروا ماذا يسمون كلباً ضالاً أدمن النباح عند بيت مهجور؟

‏وماذا عن جندي فقد ساقيه في معركة قديمة؟

‏وسائق الحافلة الذي يعتمر عمامة على كتفه في انتظار ركاب لن يحين موعد مجيئهم قط؟

‏الكلب.. اعتبروه متمرداً لا يستحق أن يعيش، والجندي صنفوه ضحية حرب ضد آخرين لم يعرفوا أسماءهم بعد، فيما فضّلوا تجاهل السائق الذي لا تزال عمامته على كتفه حتى إعداد هذه القصة.

‏ذات النشرات التي بشّرت باللجنة ذات الصلاحيّات الواسعة لإنقاذ المدينة من شبح النسيان عادت لتصف كمَّ الصعوبات الهائل الذي يكتنف عمل اللجنة ويعترض سبيل أعضائها.

‏بعد وقت قصير استيقظ أهل المدينة على خبر مفاده: (حلّ اللجنة وضرورة العودة إلى المنازل) فقد تبيّن أن خيار العزلة أسهل من تسمية الأشياء بأسمائها.