بعيدا عن تعقيدات المدن.. تتسم بالبساطة المتناهية حياة أهالي بلدة البويطن التي شد انتباهنا موقعها وسط المزارع حينما كنا في طريقنا برا من بريدة الى عنيزة.. ودفعنا الفضول للتوقف بها والالتقاء مع بعض اهلها الطيبين الذين يتراوح عددهم ما بين 1000 و1500 نسمة. بحكم الترابط الأسري الوثيق بين سكان البلدة التي يحلو لهم اطلاق اسم "بويطن الزمل" عليها تسكن عائلتان أو أكثر في كل بيت من بيوتها الشعبية التي لاتتجاوز المئة. في طرف البويطن كان مجموعة اطفال وصبية يلعبون في أرض فضاء غير آبهين بمخلفات ألقيت بشكل عشوائي "على ما يبدو" حول المكان.. وحدثونا عن دراستهم بمدارس الروغاني على بعد حوالي 7 كيلومترات لعدم وجود مدرسة ببلدتهم.
ورغم أن ادارة تعليم محافظة عنيزة تعاقدت مع متعهد لنقلهم لمدارسهم واعادتهم لمنازلهم بعد انتهاء اليوم الدراسي فإنهم يواجهون معضلة أيام الاختبارات حيث لابد من انتظار خروج آخر طالب ولذلك يضطر الكثيرون منهم لقطع رحلة العودة مشيا على أقدامهم.
وفي موقع غير بعيد استوقفنا عدد من الاهالي ليحدثونا عن معاناتهم مع البعوض الذي يتكاثر في مياه الصرف الصحي المتجمعة ببطن الوادي والتي تنبعث منها روائح كريهة تزعج السكان والمارة.
وقالوا إنهم يأملون في ردم المستنقعات وزيادة جرعات المبيدات الحشرية ليتخلصوا من هذه المشكلة.
حلم بعيد المنال
وتطرقوا الى تجاهل بلدتهم في مشاريع المياه التي انتظمت في مدن ومحافظات المنطقة وقالوا إن المركز الصحي مايزال حلما يداعب خيالهم بين الفينة والاخرى ثم يتلاشى دون أمل في تحقيقه في القريب العاجل مما يضطرهم الى السفر للروغاني أو عنيزة للحصول على الخدمات الصحية.
كما تزعجهم شبكات الكهرباء المعلقة حيث يضعون أيديهم على قلوبهم في اوقات الامطار والعواصف التي كثيرا ما ينقطع اثناءها التيار ليخيم الظلام الدامس على البلدة.
ولم نصدق ما سمعناه حينما قالوا لنا إن خدمات الاتصالات لم تصل اليهم بعد.
ويتصدر أحلام اهالي البويطن حل مشكلة تملك منازلهم بمنحهم صكوكا تثبت حقوقهم في البيوت التي شيدوها على أراض كانوا قد اشتروها بمبالغ تتناسب مع امكانياتهم.
من بويطن الزمل انتقلنا الى مركز الروغاني الذي يقطنه حوالى الفين وخمسمئة نسمة يشتغل معظمهم بالزراعة والبعض الاخر يعملون في الدوائر الحكومية.
وبعد ان رحب بنا المواطن سعد المطيري بحرارة أسهب في الحديث عن احتياج اهالي الروغاني لطبيبة نساء وولادة للكشف على نسائهن خاصة الحوامل اللواتي يضطررن للسفر الى عنيزة لمتابعة حملهن وطالب بإيجاد مبنى حكومي لمركز الرعاية الصحية الأولية الذي يمارس اعماله حاليا في مبنى مستأجر.
كما تطرق الى حاجة مدارس البنين والبنات في المركز لمبان حكومية تتوفر بها المقومات اللازمة للعملية التعليمية التربوية.
انارة ضعيفة
وانتقد ضعف الانارة بالشوارع وعدم انتظام مقاول النظافة في نقل النفايات والمخلفات بينما ركز أحمد الزويد الذي كان متواجدا معه على الحديث عن مشروع سفلتة شارع رئيسي قائلا إن السفلتة تتم بشكل جيد دون اهتمام بالتوسعة ومعالجة المنعطفات والمنحنيات الخطيرة بالشارع رغم ما تسببه من حوادث مرورية مروعة.
وتطرق الى شكوى تقدم بها الاهالي لأمين أمانة منطقة القصيم للمطالبة بمشروعين للسفلتة والإنارة متاخرين منذ عام 1427هـ وتردد انه تم ترحيلهما من قبل بلدية عنيزة لجهة أخرى بعد ان رصد لهما مبلغ يزيد على 14 مليون ريال.
أما المواطن محمد الشلاويح فقد اشتكى من ضيق بعض شوارع الروغاني قائلا ان شارعا عرضه 12 مترا يضيق في موقع يبلغ 5 أمتار فقط بسبب بروز أحد العقارات وتقدم المواطنون بشكوى ضد صاحب العقار للجهات المختصة منذ عام ولم يبت في القضية حتى الان.
سفلتة مهترئة
أثناء تجوالنا في شوارع الروغاني لاحظنا ان سفلتتها مهترئة والانارة ضعيفة وتحدث عن ذلك المواطن عبدالله الحمود حينما التقيناه في احدى البقالات مطالبا الجهات المختصة بالإهتمام بهذا الجانب.
والتقط طرف الحديث المواطن زيد الزيد مشيرا الى أن هناك حاجة ماسة لمركز اسعاف لخدمة شمال محافظة عنيزة "الروغاني والبويطن ووادي أبو علي" وتخفيف المعاناة التي يواجهها الأهالي في حالات الطوارئ.
وقال المواطن منصور الفويلح إن المدخل الغربي لمركز الروغاني في حاجة ملحة للتحسين والازدواجية.. وطريق الحجاز التاريخي الذي كان يستخدمه الحجاج لايلقى الاهتمام اللائق به.
وفي ختام جولتنا قمنا بزيارة للمزارع حيث التقينا المزارع أبو محمد الذي اشتكى من وجود اشجار بجوار مزارعهم وطالب البلدية بازالتها لأن في حال نشوب أي حريق فيها قد تمتد السنة اللهب للمزارع وتكون الخسائر فادحة "لاقدر الله".
ودعا المواطن فهد الفريح الجمعية التعاونية الزراعية لمساعدة المزارعين على تسويق منتجاتهم من التمور.