وأنت في حوش بكر تشاهد مجموعة كبيرة من المتخلفين الافارقة يطلقون سيقانهم للريح عند اقتراب سيارة للجوازات من الموقع وبعد مغادرة الدورية يبدأ الموقع يضج مرة اخرى بالمتخلفين والذين يقفون خلف بسطات السلع «المشبوهة» حيث تم اكتشاف حالات كثيرة لسلع مسروقة في هذا الحراج..
السؤال الذي يفرض حضوره هنا ما «وجه الحقيقة» حيال هذا السوق الذي يواصل ايقاعه رغم الحملات المتواصلة لضبط المتخلفين في مساراته.
تشعر بالكتمة والضيق في ساحة حوش بكر بجوار جبل غراب في مكة المكرمة فالموقع مخنوق بنكهات الاطعمة الافريقية والبسطات العشوائية والمشترين يفهمون لغات بعضهم بعضا ولا احد يسأل عن مصدر السلع فهناك تجد اخر تقنيات الكمبيوتر بجوار السلع البدائية.. انه حراج السلع المشبوهة حيث درج اللصوص على بيع المسروقات في هذا السوق لبني جلدتهم وكل هذا السيناريو تتصاعد انفاسه يوميا وتخمد عند حلول المساء.
فكل شيء في هذا السوق يحمل ملامح الفوضى. صوالين حلاقة تفتقد لأبسط مقومات النظافة وورش سيارات تعمل بلا رقيب واخرى للدراجات النارية وتشير الحيثيات الى ان هناك نسبة كبيرة منها مسروقة واذا اردت قطعة غيار لسيارتك فالمهندس تحت الطلب سرعان ما يمدك بما تريده من سيارات التشليح الموجودة في السوق.
صورة سوداء
يقول المواطن احمد بركي: ان سوق بكر او حراج العتمة كما درج البعض على تسميته يظل صورة قاتمة السواد للمخالفات وبيع السلع المسروقة وانشاء ورش السيارات والتشليح.
واضاف ان سكان الحي المجاورين للسوق يخافون على ابنائهم من هذا السوق حيث يكثر النشالون وربما باعة الممنوعات.
محمد المسعودي يقول: ان السوق به اجهزة كهربائية مجهولة المصدر وهي تباع بدون ضمان مما يعني أنها جاءت بطريقة غير مشروعة.
واضاف قائلا: ان المشتري يلمس في هذا السوق مدى حرص البائع على تصريف بضاعته والتخلص منها بأي سعر.
وقال منصور المنتشري: ان هناك مكانا لا يبعد كثيرا عن السوق يتم فيه بيع اجهزة الهاتف الجوال وعندما تسأل البائع عن الضمان لا تجد لديه ردا مقنعا وتباع الاجهزة في زوايا واركان السوق حيث تجد من يخرج اجهزة الجوال من جيبه ويعرضها عليك والى جانب الجوالات هناك كاميرات «الديجتال» والفيديو واجهزة الـ «دي في دي».
التواجد الامني
ومن جانبه يرى محمد بكر ان جميع السكان المجاورين للسوق يطالبون بتكثيف التواجد الامني واستمرار المداهمات نظرا لانه بعد كل حملة سرعان ما تعود الفوضى الى السوق.
واضاف ان حوش بكر يعتبر مكانا لبيع المسروقات كما هو الحال لحادث السرقة الشهير لـ«175» جهاز تكييف من احدى مؤسسات حجاج الداخل عثرت عليها الجهات الامنية تباع في السوق.
ويرى سالم السعيد ان جميع السلع في هذا السوق اما مجهولة المصدر او تالفة واوضح مستور المطرفي ان الدخول الى السوق عصر يومي الخميس والجمعة يصبح ضرباً من المستحيل وان الامر في حاجة عاجلة الى وضع حد للفوضى التي تكتنفه.
واضاف: ان سكان الاحياء المجاورة للسوق يعانون من السرقات التي تطال منازلهم وممتلكاتهم فكم من مواطن وجد مسروقاته تباع في السوق من قبل الافارقة.. وفي ذات السياق قال عبدالعزيز الشهراني: ان الحراج يشكل جرحاً نازفاً بالنسبة للأحياء التي تجاوره حيث تكثر السرقات من قبل المتخلفين.
فيما اوضح ماجد النمري ان الضرورة تقتضي ازالة هذا الحراج لانه يعج بالفوضى والعشوائية.
الصفقات السرية
واضاف متحدثا: ان ضحايا السرقات كثيراً ما يجدون مسروقاتهم تباع عياناً جهاراً في هذا الموقع بعد بيعها من قبل مجهولين الى صاحب البسطة.. يشار الى ان مسافة سوق حراج حوش بكر لا تتجاوز الـ2000 متر مربع ويشكل الوافدون فيه نسبة 95% واغلبهم من الجنسيات الافريقية ويبدأ السوق نشاطه عقب صلاة العصر وحتى المساء وبعدها تخمد انفاسه كأن شيئا لم يكن ويقول البعض ان السوق تشتعل فيه سمسرة الخادمات الافريقيات و اللائي يزيد الطلب عليهن في المواسم حيث ان هناك نساء يعملن في تأمين الخادمات للعمل في المنازل باسعار زهيدة.. ومن اكثر السلع التي تباع في السوق الملابس والخردوات والاغذية وخاصة وجبات «السيريه» الافريقية وهي عبارة عن شرائح من اللحم المجفف يتم شواؤها في الهواء الطلق وكثيراً ما يشتكي سكان الاحياء المجاورة من الروائح الكريهة المنبعثة من مخلفات هذا الحراج العشوائي.
لا وقت للمفاصلة..
صفقات سرية في حوش بكر
25 مايو 2006 - 19:32
|
آخر تحديث 25 مايو 2006 - 19:32
صفقات سرية في حوش بكر
تابع قناة عكاظ على الواتساب
هاني اللحياني (مكة المكرمة)