-A +A
فهيم الحامد (الرياض) falhamid2@
رغم تجاهل المجتمع الدولي للقضية الفلسطينية، وانشغال العالمين العربي والإسلامي بالعديد من الأزمات العربية والإقليمية، لم تتأثر مكانة القضية الفلسطينية في السياسة الخارجية وطرحها بقوة في المحافل الإقليمية والعربية والإسلامية والدولية، والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة باعتبار أن القضية الفلسطينية هي جوهر الصراع العربي الإسرائيلي، ولن يكون هناك سلام عادل وشامل في المنطقة إلا بتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة وإنشاء دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

وجاء اتفاق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والرئيس الفلسطيني محمود عباس على إنشاء لجنة اقتصادية ومجلس أعمال مشترك بناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي وضع القضية الفلسطينية في قمة أولوياته.


لقد حققت اللقاءات التي أجراها الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان أهدافا مهمة لمصلحة تعزيز الجهود المبذولة بما يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، خصوصا أن خادم الحرمين الشريفين جدد خلال جلسة المباحثات التأكيد على وقوف المملكة الدائم مع فلسطين وحقوق شعبها الشقيق في قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ومن المؤكد أن إنشاء مجلس الأعمال السعودي الفلسطيني المشترك، ولجنة اقتصادية مشتركة سيساهم في تفعيل العلاقات في جميع الميادين السياسية والاستثمارية، وتسهيل إقامة المشاريع الاقتصادية والاستثمارية بين أفراد ومؤسسات القطاع الخاص في كلا الجانبين في ظل الظروف التي تمر على المنطقة. لقد أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز رفضه أي انتهاك لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة أو أي عمل يقوض أي جهود تسعى لإحلال سلام عادل ودائم، إذ لا سلام دون عودة الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وعلى إسرائيل أن تعلم أن المملكة لن تقبل بأي محاولات منها لفرض سياسة الأمر الواقع، وطمس الحقوق الثابتة والمصانة للشعب الفلسطيني، وترفض ضم أراض من الضفة الغربية المحتلة عام 1967.

ويعد موقف المملكة من قضية فلسطين من الثوابت الرئيسية لسياسة الدولة منذ عهد المؤسس بدءا من مؤتمر لندن عام 1935، المعروف بمؤتمر المائدة المستديرة لمناقشة القضية الفلسطينية، إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.

وقامت السعودية بدعم ومساندة القضية الفلسطينية في مختلف مراحلها وعلى جميع الأصعدة (السياسية والاقتصادية والاجتماعية)؛ وذلك من منطلق إيمانها الصادق بأن ما تقوم به من جهود تجاه القضية الفلسطينية إنما هو واجب يمليه عليها عقيدتها وضميرها وانتماؤها لأمتها العربية والإسلامية.

القضية الفلسطينية في قلوبنا، ولا سلام إلا بتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة. المملكة والقضية الفلسطينية.. يد تعمر.. والأخرى تناصر.